محبة رسول الله بين القول والفعل
***************************
عندما يتم سؤالنا عمن نحب أكثر نجاوب على الفور بقول الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا قولنا الذي تعلّمناه وأنه من منطلق ديننا أن نحب الله وهي المحبة الواجبة ورسوله
ولكن هل أفعالنا تتوافق مع هذه المحبة القولية ؟
فمن يحب يقوم بعمل كل ما يريده ويسعد حبيبه ويرضيه
فأين أفعالنا من تلك المحبة القولية التي نتفوه بها ؟!
كلنا نقول يا حبيبي يا رسول الله
ولكن هل ترجمنا تلك المحبة لفعل يوافق قولنا بالإقتداء برسول الله وهو خير خلق الله وطاعته والامتثال إليه ؟!
يقول ابن القيم - رحمه الله -: "فمحب الله ورسوله، يغار لله ورسوله على قدر محبته وإجلاله، وإذا خلا قلبه من الغيرة لله ولرسوله فهو من المحبة أخلى، وإن زعم أنه من المحبين.. فكيف يصح لعبد أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت، ولا لحقوقه إذا ضيعت؟".
**وهذه نماذج لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة عملية نفتقدها في زماننا بعدما أصبحنا أمة تتحدث بلسان الدين وتأتي بأفعال مناقضة تماما لما نتفوه به !!!
عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول: "ما كان أحد أحب إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه"
• وهذا أبو طلحة يدافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد حين اشتد بالمسلمين البأس، ويقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "بأبي أنت وأمي، لا تشرِف (لا تطل برأسك)، لا يصبْك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك"
وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: "إنا كنا إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا".
وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "كنت في بيت أبي طلحة، وعنده أبي بن كعب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسهيل بن بيضاء، وأنا أسقيهم شرابا، حتى إذا أخذ فيهم، إذا رجل من المسلمين ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت. فوالله ما انتظروا حتى يعلموا أو يسألوا عن ذلك. فقالوا: يا أنس، أَكْفِئْ ما في إنائك. قال: فكفأته. فما عادوا فيها حتى لقوا الله"
وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى خاتماً من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه وقال: (( يَعْمِدُ أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده؟))، فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله، لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"
ألا تفكرنا أين نحن منهم ومن تلك المحبة التي ندّعيها ونحن نظلم ونجور على حقوق بعضنا البعض ونكذب ونأخذ الرشوة وغيرها من آثام لا تُرضي الله ولا رسوله؟ !
هذا ما أفاض به قلمي لكي نعيد جميعًا حساباتنا ونراجع أنفسنا ونعود لله عز وجل بتوبة نصوح والتطبيق العملي لمحبته ومحبة رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وكم نحن في حاجة للعودة إليه
نسأله تعالى أن يردنا إليه ردا جميلا