( من نوادر العرب)
كانتْ لابن الجوزيّ زوجة يقالُ لها نسيم الصّبا، وكان يحبّها لتقواها وجمالها..
فحصل بينهُ وبينها خصامٌ غضبتْ على أثره وغادرت إلى بيت أهلها..
ولكنها ظلّت تتردد على حلقةِ درسِه في المسجدِ لأنّ الخلافاتِ الخاصّة في نظرها لا دخل لها في تعلّم العلم!
وكان هو يُسرُّ من حضورها، ويرجو لو تجلس قريباً من منصّته بحيث يراها وهي تستمع إليه..
وحضرت الدّرس يوماً وجلست قريباً من منصّته لكن امرأتين سمينتين جلستا أمامها فسدّتا ما بينهُ وبينها من فضاء ولم يستطع من شدّة سمنهما أن يراها..
فتمثّل حينها ببيتِ شعرٍ لمجنون بني عامر:
ألا جَبَلَيْ نعمانَ باللّه خلّيا
نسيمَ الصّبا يحملْ إليّ نسيمها
فأدركتا قصد الشّيخ وفهمتا عنه مراده فتزحزحتا ..
فهبَّ عليه نسيم من نسيم الصّبا، وعادتْ هي لبيته راضية..