وقفات مع آيات:
قال سبحانه"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" سورة الطور48
هناك وقفات :
ا- من المٌخاطَب؟ وهل الخطاب عام أم مقصور عليه؟
2- ما المراد ب"حكم ربك"؟
3- ما دلالة الباء في"بأعيننا" وما المقصود بتعبير "بأعيننا؟
والجواب:
أولا: المٌخَاطَب هو الرسول - عليه الصلاة والسلام- ويدخل معه بالتبعية كل من يتلو القرآن مؤمنا به.
ثانيا: معنى اصبر والأمر في هذا الموضع للوجوب
*ومفهوم الصبر خليط من أمور ثلاثة:
ا-اليقين في فرج الله عندما يشتد الكرب وهو دليل ثقة العبد في ربه ورجائه فيه
ب- مجاهدة النفس في مقاومة دواعي اليأس والقنوط .
ج-الثبات على الصراط المستقيم مهما كانت العقبات أو المغريات حتى الممات.
ثالثا: المراد بحكم ربك ما حكم الله به في شأن العبد
وهو نوعان :حكم شرعي يضم التكاليف الشرعية
وحكم قدري يجمع ما قسم الله للعبد من أمور معيشته الدنيوية ومجموع ما رزقه به وأجله الذي كتبه له
والصبر لحكم الله يشمل جوانب ثلاثة هي:
ا- الصبر على أوامر الله وفرائضه حتى يقيمها كما يحب الله ويرضى
ب- الصبر عن نواهي الله ومحارمه حتى يتقيها
ج- الصبر على أقدار الله وقسمته وما أعطى وما منع وما عجل وما أخر حتى يرتضيها ولعله هو المقصود في الآية بدليل أنه قال " حكم ربك" ولم يقل مثلا "حكم الله" .
فالصبر لحكم " الربوبية" يشمل الرزق كزمن الميلاد وموطنه والوضع الأسري والعائلي .
كما يشمل الصحة والمرض والغنى والفقر والسعة والضيق والأنس والوحشة والقوة والضعف ..وغير ذلك مما قسمه الله لنا من معيشتنا في حياتنا الدنيا.
د - الرضا بما قسم الله وقدر من كل ذلك بل وشكر الله سبحانه ومن قبله طبعا حبس اللسان عن شكوى الخالق للخلق.
رابعا: دلالة الباء
هي في هذا الموضع بمعنى "في"
ومعنى "في أعيننا" أنك محل رعايتنا وعنايتنا
فإياك أن تظن أن الشدائد والمحن والمصائب والكروب التي تمر بها معناها أننا تخلينا عنك.
وإياك أن تظن أنا لا نجيب دعاءك بل نحن نمنع عنك ما تريد لنعطيك ما تحتاج..
وإياك أن تظن أن ربك قد تخلى عنك.
كلا...بل أنت محل رعايتنا وعنايتنا
وإنما نحن نبتليك لنرفع درجتك أو نسمع شكوتك أو نكفر عنك خطيئتك أو لنسمع ضراعتك.
اللهم عافيتك
أوسع لنا فأغننا عمن أغنيته عنا من خلقك
وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين