أروع ما قيل في وصف الإنسان
لفيلسوف مسلم رائع ، وهو ابن السماك
يقول : ( الإنسان بشر، وبنيته متهافتة، وطينته منتثرة، وله عاد طالبة ، وحاجة هاتكة، ونفس جموح، وعين طموح ، وعقل طفيف، ورأي ضعيف، يهفو لأول ريح ، هذا أذا تخلص من قرناء السوء، وسلم من سوارق العقل، وكان له سلطان على نفسه ، وقهر شهوته، وقمع لهوائجه، وقبول من ناصحه، وتهيؤ في سعيه ، وتبوء في معاني حظه ، وائتمام بسعادته، واستبصار في طلب ما عند ربه، واستنصاف من هواه المضل لعقله الراشد، . الإنسان صغير الحجم ، ضعيف الحول، لا يستطيع أن يجمع بين شهوته وأخذ حظوظ بدنه ، وإدراك إرادته، وبين السعي في طلب المنزلة عند ربه بأداء فرائضه ، والقيام بوظائفه، والثبات على حدود أوامره ونهيه، فأن صفق في وجهه ، وقال : نعمل تارة لهذه الدار ، وتارة لتلك الدار، فهذا المذبذب الذي لا هو من هذه ، ولا من تلك ، ومن تخنث وتلبث لم يكن رجلا ، ولا امرأة ، ولا يكن أبا ولا أما، وهذا ما نرى ). *الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي .