الدُّعاءُ غَيَرُ المُسْتَجابِ ..
دَخلَ أزْهَرُ السَّمَّانُ عَلَى الخَلِيْفةِ العَبَّاسِيِّ أبى جَعْفرِ المَنْصُورِ فشَكا إلَيْهِ الحاجَةَ وَسُوءَ الحالِ ، فأمَرَ لهُ المَنْصُورُ بألْفِ درْهمٍ ، وقالَ :
يا أزْهَرُ ، قَدْ قضَيْنا حاجَتَكْ فلا تأتِنا فِي حاجَةٍ أبَداً.
فقالَ أزْهَرُ: أفعَلُ يا أمِيْرَ المُؤمِنِيْنَ .
ثُمَّ ذهبَ وَعادَ بَعْدَها ، فقالَ لهُ المَنْصُورُ:
ما جاءَ بك يا أزْهَرُ ؟! ما حاجَتُك ؟!
فقالَ أزْهَرُ: جئْتُ لأدْعُو لأمِيْرِ المُؤمِنِيْنَ.
قالَ المَنْصُورُ:
بَلْ ، أتَيْتَنا لِمِثْلِ ما أتَيْتَ مِنْ قبْلُ .
فأمَرَ لهُ بألْفِ درْهمٍ ، وَقالَ :
يا أزْهَرُ ، لا تأتِنا ثالِثةً ، فلا حاجَةَ لَنا فِي دُعائِكَ .
ثُمَّ لمْ يلبَثْ أنْ عادَ أزْهَرُ ، فقالَ لَهُ المَنْصُورُ:
ما جاء بك هذِهِ المَرَّةِ يا أزْهَرُ ؟!
فقالَ أزْهَرُ:
دٌعاءٌ كُنْتُ قدْ سَمِعْتُكَ تَدْعو بهِ ، فأحْبَبْتُ أنْ أكْتُبَهُ عَنْكَ .
فقالَ المَنْصُورُ :
يا هذا والله إنَّهُ دعاء غَيْرُ مُسْتجابٍ !!
فقالَ أزْهَرُ: كَيْفَ ، يا أميْرَ المُؤمِنِيْنَ ؟!
فضَحِكَ المَنْصُورُ ، وَقالَ لَهُ :
قدْ دَعَوْتُ بِهِ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أنْ يُريْحَنِي مِنْكَ ولا أراك ثانية فَلَمْ يَسْتَجَبْ !!
ثُمَّ أمَرَ لَهُ بألْفِ درْهمٍ، وَقالَ:
اذْهَبْ وتَعالَ مَتى شِئْتَ فقدْ أعْيَتَنِي فِيْك الحِيْلةُ !!