قطفات من تسبيع البردة

الله يرحم صبًّا في الهوى افتتنا
ما حالف السهد حتى خالف الوسنا
وأنت تخفي الهوى والوجد والحزنا
أليس قد فهت عن أسرارهم علنا ؟
وقلت قد نلت من هجرانهم محنا ؟!!
وأثبت الوجد خطي عبرة و ضنى : مثل البهار على خديك والعنمِ

الله أفهم قلبي منذ كنت فتى
فلا تراني لغير الحب ملتفتا
متى خلا منهم طي الضمير متى ؟
كم عاذل عاد لي بالعذل ما سكتا
وصاحب صاح بي لما إلَيَّ أتى
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا : وما لقلبك إن قلت استفق يهمِ ؟

الله يشهد أن الصب منكظمٌ
من الغرام وفي أحشائه ألمٌ
كأن فاه من الكتمان ملتجمٌ
ودمع عينيه من جفنيه منسجمٌ
من حر نار لها في قلبه ضرمٌ
أيحسب الصب أن الحب منكتمٌ : ما بين مُنسجم منه ومضطَرِمِ ؟

الله أرجوهُ أن الذنب يغفرهُ
وكسر قلبي بالغفران يجبرهُ
مضى زمان الصبا والله يسترهُ
وجاء شيبي الذي قد كنت أحذرهُ
مخبرا أن عمري راح أكثرهُ
لو كنت أعلم أني ما أوقرهُ : كتمت سرا بدا لي منه بالكتمِ

اللهُ كرمهُ فالبر طاعتهُ
وليس في الخلق من أوتي براعتهُ
أتى بخير فنالتهُ جماعتهُ
وفي القيامة تحمينا ضراعتهُ
كما حمتنا من الأعدا شجاعتهُ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعتهُ : لكل هول من الأهوال مُقْتَحَمِ

الله سر الهوى في القلب يودعهُ
من ذا الذي يا لئيم اللوم يمنعهُ
يا لائمي كف قلب الصب يوجعهُ
من الملام وليس اللوم يمنعهُ
سألتك الله إن اللوم يصدعهُ
محضتني النصح لكن لست أسمعهُ : إن المحب عن العذال في صممِ

الله منه إلينا الخير مستبقُ
على لسان نبي وجهه طلقُ
فالشمس من نوره والبدر والفلقُ
والمسك من ريحه في الأفق يعتبقُ
والجود من كفه في الخلق مندفقُ
أكرم بخلق نبي زانه خلقُ : بالحسن مشتمل بالبشر متسمِ

» قطفات من شعر مختار عوض
» نهج البردة شوقي
» البردة للإمام البوصيري.
» نهج البردة أحمد شوقي بصوت فالح القضاع