تحية الجهل للعلم
يروي الأستاذ العقاد في كتابه " في بيتي " أنه أراد نقل بعض رفوف الكتب من حجرة مكتبته في البيت إلى حجرة أخرى لعمل إصلاحات ضرورية بحجرة المكتبة و إعادة طلائها فاستعان بقريب البواب ليساعد عمال البيت في عملية النقل و كان أميا لا يقرأ و لا يكتب و كان يزور القاهرة لأول مرة بحثا عن عمل و طلبا للبركة من " أهل البيت " بالقاهرة ، فلما اقترب الرجل من باب المكتبة خلع نعليه و تهيب أن يمد يده إلى الكتب و علل ذلك بأنه " ليس على وضوء " .
و يعلق الأستاذ العقاد على ما حدث من الرجل القروي الأمي قائلا :
أليس لهذا الريفي الأمي منطق صادق على البداهة ؟ إنه تعود أن يقرن صورة الرجل العالم بصورة رجل الدين ، فما باله لا يقرن كتاب العلم بالقداسة الدينية ؟ و هل يكون الكتاب لغير علم أو لغير قداسة ؟
لقد أكبرت في مسلك هذا الريفي الصالح تحية الجهل للعلم .