( الآن) ظرف زمان. فعلام يدل ؟
====
كنت اقرأ في كتاب للكبير فخر الدين قباوة فوجدته يقول إن الآن ظرف زمان للحال و"الاستقبال" ..
عجبت كيف يجوز أن تكون الآن دالة على الاستقبال. خاصة انه كررها وأكد عليها
وهذا مخالف لما استقر ..
ورغم عجبي إلا أن ثقتي في علمه دفعتني للقول بان له من الدليل ما لم اعرف..
لكن قلت ساعتها لعله من باب إنزال الاستقبال منزلة الحال.
وفي أثناء قراءة أخرى قابلت عبارة للسمين الحلبي ملخصها أن هناك قائلا قال بأن الآن دالة على الحال وعلى الاستقبال أيضا واستشهد لذلك بآيات من القرآن منها .. قوله تعالى " فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا " و نقل نص العبارة التي قالها هذا القائل لكن لم يصرح باسمه ..
فأخذت هذه العبارة وبحثت عن قائلها فوجدته ابن مالك رحمه الله فقد قال في التسهيل عبارة وجيزة سهلة محكمة هي:
" الآن لوقت حضر جميعه أو بعضه".
إذن الآن تدل على وقت قد يكون كل الحاضر وقد يؤخر جزء منه فتفيد الاستقبال ..
فوجود الشهاب في الحاضر وفي المستقبل .. بدلالة الحال والمقال لأن أداة الشرط تخلص الفعل للاستقبال كما هو مقرر.
وفي قوله تعالى " فالآن باشروهن "
شاهد آخر.. فالأمر لا يكون إلا في المستقبل وقد سبق بالآن .. والأمر بالمباشرة في حال نزول الآية وسيكون بعدها في المستقبل مستمرا أيضا
مما يؤكد ما ذهب إليه قباوة
وعليه ....
الآن .. تدل على الحاضر وقد تدل على المستقبل ..
لكن المشهور هو دلالتها على الحال فقط.
أما الاستقبال فسيترتب عليه أمور ستخالف ما اعتدناه في مناهجنا ..