من قصيدة لشاعر الريف محمود غنيم
يرثي صديق عمره ورفيق دربه الشاعر محمود الخفيف
ــــــــــــــــــــــــ
عَلَامَ تَشُدُّ رَحْلَكَ غَيْرَ وَانِ
فَدَيْتُكَ راحلاً قَبْلَ الأوَانِ
رُوَيْدَكَ يا خَفِيفُ فَلَسْتَ تَدْرِي
بِقَبْرِكَ بَعْدَ بُعْدِكَ كَمْ أُعاني
بربِّكَ كَيْفَ تَلْقَى المَوْتَ دُونِي ؟
وَكَيْفَ بِهِ دَعَاكَ وَمَا دَعاني ؟
وَإِنِّي من كيَانِكَ كُنْتُ جُزْءًا
كما قَدْ كُنْتَ جُزْءًا من كَيَانِي
وَكُنتُ أَعُدُّ دَمْعَ العَيْنِ ضَعْفًا
فَسَالَ عَلَيْكَ مُنْطَلق العِنَانِ
وَكَيْفَ أُطِيقُ بَعْدَكَ حَقْنَ دَمْعِي
وَلِي قَلْبٌ يُحِسُّ وَمُقْلَتانِ ؟
وقالوا إنَّ سَكْبَ الدَّمْعِ يَشْفَي
فمَا للدَّمْعِ بعدك ما شفاني؟
وما هذي الحيَاةُ سِوَى طَرِيقٍ
ونَحْنُ على الطَّرِيقِ مُسَافِرانِ
فكيْفَ تَرَكْتَنِي للدَّرْبِ فَرْدًا؟
ومَا لِي بِالسُّرى فَرْدًا يدَانِ