السؤال: ما المقصود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" ؟
الإجابة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:
هذا الحديث صحيح أخرجه البخاري ، وفي هذا الحديث يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى سنة مهجورة عند كثير من المسلمين وهي قراءة آخر آيتين من سورة البقرة :" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) "
وفي الآيتين الإيمان بأركان الإيمان، وفيها جملة من الأدعية الجامعة لكل خير ، ولم ينزل خير من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه هاتان الآيتان أما خير الآخرة فإن قوله: (آمن الرسول) إلى قوله (لا نفرق بين أحد من رسله) إشارة إلى الإيمان والتصديق .
وقوله: (سمعنا وأطعنا) إلى الإسلام والانقياد والأعمال الظاهرة .
وقوله (وإليك المصير) إشارة إلى جزاء العمل في الآخرة
وقوله (لا يكلف الله) إشارة إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك .
وتعددت أقوال العلماء في بيان المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم (كفتاه) على أقوال منها:
1ـ كفتاه من قيام الليل.
2ـ كفتاه من الشيطان.
3ـ كفتاه من الآفات والسوء.
4ـ كفتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن أو أجزأتاه عن قراءة القرآن.
وكل هذه المعاني محتملة كما قال الإمام ابن حجر في الفتح والنووي في شرح صحيح مسلم.
هذا والله أعلى وأعلم