النظرة الحرام
لكل واحد منا فتنة، ونقطة ضعف، وقد يتسلل إليه الشيطان منها، فينسف بناء إيمانه، وتكون سبب انتكاسه وارتداده على أدباره..
فإن كانت هذه نقطة ضعفك واسترسلت معها هلكت، فأمسك زمام قلبك عن الشهوات تنجو، وأنت على الخيار!!
مصائب عظيمة، وكلها بدَأتْ باستصغار ميل إلى شخص، أو التهاون في الحديث معه، أو إدمان إطلاق البصر أو رفع الكلفة.
قال ابن الجوزي:
«إذا رأيت فرسًا قد مالت براكبها إلى درب ضيِّق فدخلت فيه ببعض بدنها، فصيح به: أرجعها عاجلاً قبل أن يتمكن دخولها، فإن قبِلَ وردَّها خطوة إلى ورائها سهُل الأمر، وإن توانى حتى ولجت، ثم قام يجذبها طال تعبه وربما لم يتهيأ له.
وكذلك النظرة إذا نزلت في القلب، فإن عجَّل الحازم بِغَضِّها وحسم المادة من أولها سهل علاجه، وإن كرَّر النظر نقَّب عن محاسن الصورة ونقلها إلى قلب متفرغ فنقشها فيه، فكلما تواصلت النظرات كانت كالمياه تروي بها الشجرة، فلا تزال تتمنى فيفسد القلب، ويُعرِض عن الفكر فيما أُمِر به، ويخرج بصاحبه إلى المحن، ويوجب ارتكاب المحظورات ويلقي في التلف".