الشاعر " أحمد معروف شلبي "
في قصيدته الجميلة " بعض الشذا " التي عنون بها الشاعر ديوانا يضم مجموعة قصائد مختارة من عدة دواوين له ، و " بعض الشذا " قصيدة من عدة قصائد كتبها الشاعر متأثرا في هيكل بنائها العام بمواقف النفري فكل قصيدة موقف : موقف الحيرة ، موقف الشوق .. هكذا ، لكن قصيدة " بعض الشذا " أو " موقف الشذا " - كما كنت أود أن يسميها - تتناص في إطارها الخاص مع قصة نبي الله موسى عليه السلام مع العبد الصالح ، أرجو أن تستمتعوا بالنص البديع :
تبعتـــــــــه حتـــــى إذا .. أوغلــــت ، أدمنــت الشذا
وقال : دهـــــرا تحتذي .. بي ، قلت : نعم المحتذى
إني أراك في الزمــــــــــــــان للحيـــــــــــــارى منقذا
فقلت : مرني كيــــــــف شئـــت - قال : كـــن منفذا
ولا تسلني - إن أقل : في الليــل شمس - كيف ذا ؟
وإن رأيـــتني تركــــــــــــــت لا تســــــــــل أن آخذا
فقلت : سمعــــــا - قال لي : غــــــدا تكــون جهبذا
وحبذا - أن لو عرفـــــــــــت الســــــر - قلـــت حبذا
وقال : صبـــــرا يا فتى .. حــــــتى أريــــــك المنفذا
سألته حـــتى مــتى ؟ .. أجـــــــــاب : حــتى تنفذا
وإن تسلنـــــي مــــرة .. أخــــــرى ، فلا لـــن تنقذا
وقال : تبقـــى - دائمـا .. بلا شــــــــــــــراب أو غذا
فقلت : كيــف سيدي ؟.. فقال : يكفيــــــــك الشذا
ولا تسلنـــــــــي مـرة .. أخــــــــرى لئـــــــــلا تنبذا
وقال لي : مـــــــن ذاق كاســـــــــات الهـوى تلذذا
ورحت أحســـــو من يديـــــه خمـــــرة على القذى
وأكتــــــــوي بنــــــــاره .. ولا أبـــــــــــــالي بالأذى
حتى إذا انتشيـــــــت ، قلت : ســـــيدي ما السر ذا ؟
فلم يجـــب ولـــم يشر .. لكنــــــــــــــــــــــــه تعوذا
وقال : قد خرجـــــــــــت عـــــــن حــدود من تتلمذا
وهكذا الفـــــــــراق ، قلـت كيـــــف ؟ ، قال : هـكذا
فقلت : أبغي - سيــــــــدي - سر الهـــوى أو الشذا
فقال : حيـــــــــــل بيننــا .. فقــــــد جهلـت ذا - وذا