الهدف العام لسورة الحديد:
* التوازن بين المادية و الروحانية.
انتهت سورة الواقعة بكلمة " فسبح باسم ربك العظيم "، و بدأت سورة الحديد بكلمة "سبح لله ما في السماوات و الأرض".
و تتكلم السورة في نصفها الأول على الماديين الذين أخذتهم الدنيا و مشاغلها و ابتعدوا عن الله، و جاءت الآية 16 " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ..." فلما نزلت بكى الصحابة و خافوا أن تكون قلوبهم قد ابتعدت عن الخشوع المطلوب، فنزلت بعدها الآية 17 " اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ..." فكما يحيى الله الأرض بعد موتها بالمطر يحيي القلوب بالقرآن.
و في النصف الثاني من السورة تبدأ في التحدث عن الروحانية المفرطة كما في الآية 27، و بالرغم من محاولة تقربهم الشديدة إلى الله بأن دعوا إلى الرهبانية إلا إنهم في النهاية ضلوا و ابتعدوا عن طريق الحق.
و خلاصة السورة، أن يا أمة محمد، أنتم متوازنون بين المادية و الروحانية، فلا تفرطوا في واحد منها و تهملوا الآخر، فالتوازن هو الذي سيحقق لكم النجاح في الدنيا و الآخرة معا.
و في الآية 25 آية محورية في السورة " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط، و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد " فهذه الآية تتضمن الروحانية في كلمة " لقد أرسلنا رسلنا "، و الأخذ بالأسباب المادية لضمان التفوق " أنزلنا الحديد " ثم وضحت الآية سبب نزول الحديد فقال "و ليعلم الله من ينصره " ليبين أن سبب نزول الحديد هو استعماله في صنع الآلات و المعدات التي تفيد في نصرة دين الله.
ثم جاءت في بداية السورة العديد من الأضداد التي جمع بينها الله تعالى في الكون ليوضح مدى التوازن الموجود في الكون، لنتيقن من أن التوازن هو سنة الكون فجاء في الآيات (السماوات و الأرض)، ( يحيي و يميت )، ( الأول و الآخر - الظاهر و الباطن)، ( ما يلج في الأرض و ما يخرج منها )، ( ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها )