قصة المرأة العجوز مع المسجد
يحكى أن ملكا من الملوك أراد أن يبني مسجدا في مدينته وأمر مناديه أن ينادي في الناس أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره حيث يريد الملك أن يكون هذا المسجد من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في البناء
وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى
الملك في المنام كأن ملكا من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الملك عن المسجد وكتب أسم امرأة
فاستيقظ الملك من نومه مفزوعا وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه ما يزال مكتوبا على المسجد
فذهبوا ورجعوا وقالوا : نعم … اسمك ما زال موجودا على المسجد
وقال له حاشيته : هذه أضغاث أحلام ؟!
وفي الليلة الثانية .. رأى الملك الرؤيا نفسها .. رأى كأن ملكا من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسمه عن المسجد ويكتب اسم امرأة على المسجد ..
وفي الصباح استيقظ الملك .. وأرسل جنود .. يتأكدون هل ما زال اسمه موجودا على المسجد ذهبوا ورجعوا وأخبروه .. أن اسمه ما زال موجودا على المسجد !!
تعجب الملك وغضب
فلما كانت الليلة الثالثة .. تكررت الرؤيا ..
فلما قام الملك من النوم كان قد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد ..
فأمر بإحضار هذه المرأة فحضرت وكانت امرأة عجوزا فقيرة ترتعش ..
فسألها : هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى ؟
قالت : يا أيها الملك .. أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن ..
وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه فلا يمكنني أن أعصيك ..
فقال لها : أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد ؟
قالت : والله ما عملت شيء قط في بناء هذا المسجد .. إلا ..
قال الملك : نعم إلا ماذا ؟
قالت : إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد .. فإذا أحد الدواب التي تحمل
الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض ..
وبالقرب منه سطل به ماء ..
وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع .. بسبب الحبل ..
والعطش قد بلغ منه مبلغا شديدا .. فقمت .. وقربت سطل الماء منه فشرب من الماء ..
هذا والله الذي صنعت ..
فقال الملك : إيه .. عملت هذا لوجه الله .. فقبل الله منك .. وأنا عملت
عملي ليقال مسجد الملك .. فلم يقبل الله مني ..
فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على المسجد