عن أنس بن مالك قال أصابت الناس سَنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة ، فقام أعرابي فقال : يارسول الله ، هلك المال وجاع العيال ، فادع الله لنا . فرفع يديه . وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ماوضعهما حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته صلى الله عليه وسلم فمُطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى . وقام ذلك الأعرابي -أو قال غيره - فقال : يارسول الله ،تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا . فرفع يديه فقال : اللهم حوالينا ولا علينا . فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوية وسال الوادي قناة شهرا . ولم يجيء أحد من ناحية إلا وحدَّث بالجَود .
[ فتح الباري : ج3 / ح933 / ص391 ]
-----------------------------------------------------
*** في الحديث معجزة ظاهرة لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيه فضل الدعاء وبركته ، وصدق سيد الأنام عليه الصلاة والسلام حيث قال : " إن الله حيي كريم يستحي أن يرفع الرجل إليه يديه أن يردَّهما صفرا "