من قصيدة العودة
للدكتور إبراهيم ناجي
...................................
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها : والمصلّين صباحاً ومساءَ
كم سجدنا وعبدنا الحسنَ فيها : كيف باللّه رجعنا غرباء
دارُ أحلامي وحبّي لقيتْنا : في جمود مثلما تلقى الجديدْ
أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا : يضحك النورُ إلينا من بعيدْ
رفْرَفَ القلبُ بجنبي كالذبيحْ : وأنا أهتف: يا قلبُ اتّئدْ
فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ : لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد !
لِمَ عُدنا؟ أَوَ لم نطوِ الغرامْ : وفرغنا من حنين وألمْ
ورضينا بسكون وسلامْ : وانتهينا لفراغ كالعدم؟!
أيها الوكرُ إذا طار الأليفْ : لا يرى الآخرُ معنًى للمساءْ
ويرى الأيام صُفراً كالخريفْ : نائحات كرياح الصَّحراء
آهِ مما صنع الدهرُ بنا : أَوَ هذا الطللُ العابس أنتَ !
الخيالُ المطرقُ الرأسِ أنا؟ : شدَّ ما بتْنا على الضنك وبتَّ !
أين ناديكَ وأين السمرُ أين أهلوكَ بساطاً وندامى
كلّما أرسلتُ عيني تنظرُ : وثبَ الدمعُ إلى عيني وغاما