الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هديه ...... ثم أما بعد فيا أيها الإخوة الأعضاء الأفاضل :
بداية أقول لحضراتكم كل عام وأنتم وجميع الأمة الإسلامية بخير وسلام وأمان ، هكذا مضى رمضان شهر النفحات والتسابق والتنافس فى أعمال الخير ، شهرجعل أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران ، شهر يزاد فيه رزق المؤمن وتصفد فيه الشياطين ، فمن عمل سوء فى هذا الشهر فلا يتهم الشيطان لأن الشيطان محبوس فهو برئ من ذلك الأمر ، فهيا بنا يحاسب كل واحد منه نفسه ، ماذا فعل فى رمضان ؟ هل صام رمضان إيمانا واحتسابا وحفظ نفسه وهواه من إغراء نفسه الأمارة بالسوء من كل عمل يغضب الله عزوجل ؟ وهل جاء بعلة الصيام التى من أجلها شرعت فريضة الصيام وهى التقوى كما قال تعالى " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " فطوبى لمن كانت التقوى بضاعته فى هذا الشهر ونهى نفسه عن الهوى والفسوق والعصيان ، ووضع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب عينيه الذى قال فيه " خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له " فهنيئا لكل من قام لله فى هذا الشهر تطوعا وعرفانا ، أما من غلبته نفسه ولم يؤدى الصيام بعلته التى أمرنا بها الله عزوجل ، أدعو الله تعالى لنا وله أن يغفر لنا جميعا ويتجاوز عن ما بدا منا من ذنوب ، وأقول لكل من كان متكاسلا لا تيأس ، فإن رمضان موسم للخيرات ، فالعام كله مواسم للخيرات ، وذلك لأن إلاهنا عظيم رحيم غفور لطيف ، فبادر أخى بالتوبة إلى الله عزوجل وسارع إلى الأعمال الصالحة فيتقبل الله منك ويغفر لك ما مضى من ذنوبك ، غفر الله لنا ولكم وتقبل صيامنا جميعا وصلاتنا وقيامنا وزكاتنا وكل عام وأنتم بخير جميعا .