ابن عمر . تواضع وخشية
* جاءت هدية لعبد الله بن عمر من أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلة ناعمة أنيقة وقال له:
(لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه، وترتدي هذا الثـوب الجميل)
فقال له ابـن عمر:
( أرِنيه اذن) ثم لمسه وقال: ( أحرير هذا؟ ) قال صاحبه: ( لا، إنه قطن) وتملاه عبدالله قليلا، ثم دفعه بيمينه وهو يقول:
(لا إني أخاف على نفسي، أخاف أن يجعلني مختالا فخورا، والله لا يحب كل مختال فخور)*
وأهداه يوما صديق له وعاء مملوءاً، فسأله ابن عمر: (ما هذا؟)
قال: (هذا دواء عظيم جئتك به من العراق) قال ابن عمر: (وماذا يُطَبِّب هذا الدواء؟) قال: (يهضم الطعام) فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه: (يهضم الطعام؟ إني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما)
لقد كان عبدالله بن عمر-رضي الله عنهما- خائفا من أن يقال له يوم القيامة: ( أَذْهَبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )
كما كان يقول عن نفسه: (ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-)
ويقول ميمون بن مهران:
(دخلت على ابن عمر، فقوّمت كل شيء في بيتـه من فراش ولحاف وبساط، ومن كل شـيء فيه، فما وجدتـه يساوي مائة درهم)..