ترى علمتْ عبيلة ُ ما ألاقي
عنترة بن شداد العبسي
.....................................
ترى علمتْ عبيلة ُ ما ألاقي : من الأَهوال في أرضِ العراقِ
طغاني بالرَّيا والمكرعمّي : وجارَ عليَّ في طلب الصداق
فخضتُ بمهجتي بحر المنايا : وسرتُ إلى العراق بلاَ رفاق
وسُقْتُ النُّوقَ والرُّعْيانَ وحدي: وعُدْتُ أجدُّ منْ نار اشْتياقي
وما أبعدتُ حتى ثار خلفي : غبارُ سنابكِ الخيلِ العتاقِ
وطبقَ كلّ ناحية ٍ غبارٌ : وأشعلَ بالمهندة ِ الرفاق
وضَجَّتْ تَحتهُ الفُرسانُ حتى : حسبتُ الرعدَ محلولَ النطاق
فعُدْتُ وقد عَلِمْتُ بأَنَّ عمّي : طغاني بالمحال وبالنفاق
وبادرت الفوارسُ وهي تجري : بطعنٍ في النحور وفي التراقي
وما قَصَّرتُ حتى كَلَّ مُهري : وقَصَّرَ في السِّباق وفي اللّحاق
وسُقْتُ النُّوقَ والرُّعْيانَ وحدي: بسيفي مثل سوقي للنياق
وفي باقي النهار ضعفت حتى : أسرتُ وقد عيي عضدي وساقي
وفاضَ عليَّ بحرٌ من رجالٍ : بأَمواجٍ من السُّمْر الدّقاق
وقادُوني إلى ملكٍ كريمٍ : رفيع قدرهُ في العزَّ راقي
قَدْ لاَقَيْتُ بينَ يديهِ ليثاً : كريهَ المُلْتقى مُرَّ المذَاق
بوجْهٍ مثْلِ ظهر التُّرس فيهِ : لهيب النار يلمع فى المآقى
قطعت وريده بالسيف جذرا : وعدتُّ إليهِ أححلُ في وثاقي
عَساهُ يجودُ لي بمُرادِ عَمِيّ : وينعمُ بالجمالِ وبالنياق