من غرائب الاتفاق :
...........................
في سنة أربع وثمانين ومائتين أخبر المنجمون بغرق أكثر الأقاليم بسبب كثرة الأمطار وزيادة الأنهار فتحفظ الناس من ذلك فقلت الأمطار حتى استسقوا ببغداد مرات .
غريبة ذكر ابن سينا في المقالة الأولى من كتابه الشفاء أنه نزل بجرجان صاعقة من الهواء فنشبت في الأرض ثم نبت نبوة الكرة وسمع الناس لذلك صوتا عظيما هائلا فحفروا عليها فإذا هي قطعة من حديد تقدير مائة وخمسين منا وهي أجزاء جاورشية صغار مستديرة التصق بعضها ببعض فكتب محمود بن سبكتكين صاحب خراسان بإنفاذه إليه أو قطعة منه فتعذر نقله لثقله فحاولوا كسر قطعة منه فلم تعمل فيه الآلات فعولج كسره فقطع منه قطعة لطيفة وحملت إليه فرام أن يطبع منها سيفا فتعذر عليه .
في سنة إحدى عشرة وخمسمائة جاء سيل عظيم فغرق مدينة سنجار من بلاد الجزيرة وهدم المنازل وأغرق خلقا كثيرا ومن غريب ما حكي أن السيل حمل مهدا فيه صبي صغير فتعلق المهد بشجرة زيتون وغاض الماء وبقي المهد معلقا بالشجرة فسلم الصغير .
في سنة ستين وأربعمائة كان بمصر وفلسطين زلزلة عظيمة طلع فيها الماء من رؤوس الآبار وزال البحر عن الساحل مسيرة يوم فنزل الناس إلى أرض البحر يلتقطون ما انكشف البحر عنه مما في أرضه فرجع الماء عليهم فأهلك منهم خلقا كثيرا .