أحكام توكيد الفعل بالنون
..........................................
يؤكَّد الفعل بالنون لتقوية معناه في نفس السامع .
وهذه أحكام توكيد الفعل :
1 - الفعل الماضي : لا يؤكد بالنون مطلقاً.
2- فعل الأمر : لنا فيه الخيار – بدون شرط ولا قيد -
إن شئنا لم نؤكده، وإن شئنا أكدناه.
وعلى ذلك نقول: ( اذهب أو اذهبنّ، واكتب أو اكتبنّ)
قال عبد الله بن رواحة:
فأَنزلنْ سكينةً علينا : وثبّتِ الأقدامَ إن لاقينا
فنلاحظ التوكيد مرة: ( أنزلنْ )، وعدمَه مرة: ( ثبت )
3- الفعل المضارع : توكيده بالنون له حكمان:
الأول وجوب توكيده , والثاني جواز توكيده.
الحكم الأول: أن يكون الفعل المضارع جواباً لقسم متصلاً باللام.
ولا مناص في هذه الحال من توكيده. ( توكيده واجب).
ومن ذلك الآية الكريمة: ( تالله لأكيدنّ أصنامكم) (الأنبياء 21/57)
فالمضارع ( لأكيدنّ ) واجبٌ توكيده لأنه جواب للقسم ( تالله ) ولم تُفصَل اللام عنه.
فإذا لم تتصل به اللام، لم يؤكَّد بحال من الأحوال (توكيده ممنوع).
ومن ذلك الآية الكريمة : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى93/5)
فقد فصلتْ ( سوف) بين اللام وجواب القسم ( يعطيك) فامتنع التوكيد.
ولولا هذا الفصل لوجب التوكيد، وقيل: ( ليعطينّك ربك ).
ومن بديع الشواهد والأمثلة في هذا الباب، قوله تعالى:
( لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم لَيُوَلُّنَّ الأَدبار) (الحشر59/12)
ففي الآية الكريمة - كما نرى - ثلاثة أجوبة للقسم.
فأما الأول والثاني : ( لا يخرجون) و( لا ينصرونهم)
فلم تتصل بهما اللام، فامتنع توكيدهما،
وأما الثالث وهو: ( ليولُّنَّ )، فقد اتصلت به اللام فوجب توكيده.
الحكم الثاني: ألاّ يكون المضارع جواباً لقسم؛ وفي هذه الحال يجوز توكيده،
وعدم توكيده ( توكيده جائز ): -
تقول: ألا تسافرُ وألا تسافرنَّ، ولا تتأخرْ ولا تتأخرنَّ..
ولا يستثنى من ذلك إلا الفعل الذي تُنْبِئ به مخاطبك نبأً ما،
نحو: يشرب خالد، وينام سعيد، ويلعب محمد . فهذا لا يؤكده العرب .
أحكام:
1- تُحذَف من المضارع الذي يراد توكيده بالنون: ضمّةُ الرفع في المفرد، ونونُ الرفع في الأفعال الخمسة.
2- يجوز تثقيل النون وتخفيفها في كل موضع، إلاّ بعد ألف التثنية ونون النسوة،
فليس إلاّ التثقيل، نحو: ( تشربانّ وتشربنانّ ).
3- إذا وقفتَ على النون الخفيفة جاز أن تقلبها ألفاً
نحو ( يا زهيرُ سافِرَنْ أو يا زهير سافِرَاْ ).