ما ضرهم يوم جد البين لو وقفوا : وزودوا كلفاً أودى به الكـلـف
تخلفوا عن وداعي ثمت ارتحلـوا : و أخلفوني وعوداً ما لها خلـف
وأوصلوني بهجر بعد ما وصلـوا : حبلي وما أنصفوني لكن انتصفوا
فليتهم عدلوا في الحكم إذ ملكـوا : وليتهم أسعفوا بالطيف من شعفوا
ما للمحب وللعـذال ويحـهـم ؟ : خانوا ومانوا ولما عنفوا عنفـوا
أستودع الله أحبابـاً ألـفـتـهـم : لكن على تلفي يوم النوى ائتلفوا
عمري لئن نزحت بالـبـين دارهـم : عني فما نزحوا دمعي وما نزفـوا
يا حبذا نظرة منهم عـلـى عـجـل : تكاد تنكرني طـوراً وتـعـتـرف
سقت عـهـودهـم غـداء واكـفة : تهمي ولو أنها من أدمعي تـكـف
أحبابنا ذهلت ألـبـابـنـا ومـحـا : عتابنا لكـم الإشـفـاق والأسـف
بعدتم فـكـأن الـشـمـس واجـبة : من بعدكم وكأن البدر منـخـسـف
يا ليت شعري هل يحظى برؤيتكـم : طرفي وهل يجمعن ما بيننا طرف ؟
ومضمر في حشاه من محاسنـكـم : لفظاً هو الدر لا ما يضمر الصدف
كنا كغصنين حال الدهر بينـهـمـا : أو لفظتين لمعنى ليس يخـتـلـف
فأقصدتنا صروف الـدهـر نـابـلة : حتى كأن فـؤادينـا لـهـا هـدف
فهل تعود ليالي الـوصـل ثـانـية : ويصبح الشمل منا وهو مؤتـلـف ؟
ونلتقي بعـد يأس مـن أحـبـتـنـا : كمثل ما يتلاقـى الـلام والألـف
وما كتبت على مقدار ما ضمـنـت : مني الضلوع ولا ما يقتضي اللهف
فإن أتيت بمكنوني فـمـن عـجـب : وإن عجزت فإن العذر منصـرف
...................................
" شعر : علي الحسن بن أبي جرادة "
المتوفى في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة للهجرة