لقد فات القطار!! ..
د. عبد الرحمن العشماوي
>>>>>>>>>>>>>>>
رحيــلك -لو فطنت-هو الصواب
يُخَفّ به عن النـــــاس المُصابُ
لقد أعطاك ربـــــك فضلَ عمرٍ
كفيـــــــلاً أن يزول به الحجابُ
وقامت حجة -لو كنت تــــدري
بمعنـــــــــاها لما ضلّت ركابُ
سنينك في الولاية، لو أقيمت
على الإنصاف ما نزل العقـابُ!
سنينك أجحفت بالشعب حتى
بـــــدا من حاله العَجَب العُجابُ
نصيب النـــاس فيها كان وهماً
فلا برقٌ يــــــــلوح ولا سحابُ
لهم منها القشور على انكسار
وفقـــر مُدقع ، ولك اللّبــــــابُ
بأيـــــة حجة – بــــالله- تــلقى
إلهك حين ينكشف الحســــابُ
هو اليمن السعيد فكيف أمسى
شقيــــــًا؟ ماله في العدل بابُ
وكيــــف تراكمت فيه المآسي
وطـــال الحزن وانثنت الرقـــابُ
هو البــلد الغني فكيف عانى
معانـــــــاة تحس بها الهضابُ
وكيف أصابــــــــــه فقرٌ شديدٌ
وصَرْصَرَ فيه للأحــــــداث نابُ
ألا يـــــا أيها الرجل المُسجّى
بثــــوب الوهم حان لك المتابُ
رحيـــــلك مُنْقِذٌ للناس فارحل
لكيـــلا يشعل الحطبَ الثقابُ
أبعدَ القتــل تطمع في مقامٍ
وترجو أن يــــــعز لك الجنابُ!!
أمـــــامــك عبرةٌ كبرى، رجال
على طغيانهم شبوا وشابوا
تنــــــاوشهم قضاء الله حتىٌ
تـــلاشوا واختفوا عنا وغابوا
لقد بــلغوا النهاية في التجني
وظلمِ الناس، فانكسروا وخابوا
أقول وقد تتــــابعَ فيك نصحي
ولا شـــــــــكُّ لديّ ولا ارتيابُ
لقد كمُل النـــصابُ فكيف تبغي
مزيــــــــدًا بعد أن كُمل النصابُ
خطابك - لو علمت - خطاب وهمٍ
وكيف يصـح بالوهم الخطـــــــابُ
هو اليمنُ السعيــــدُ يظلّ رمزًا
بحكمتـــــــــه وإن نعق الغرابُ
هو اليمن السعيـــد يقول قولاً
سديــــــداً لا يخالطه اضطرابُ
لقد فات القطـــــار فلا مجيءٌ
إلى ما تشتهيــــــه ولا ذهابُ
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
د. عبد الرحمن العشماوي