قصيدة عن ( الأم )
الشاعرة : منى الحاج
..................................
جَنَائِنُ الحَرْفِ تَغْفُو : عَلَى يَدَيْكَ وَتَهْفُو
وَأَنْتَ تُحْسِنُ قَطْفَـًا : فَكَيْفَ فَاتَكَ قَطْفُ ؟!
لِمَنْ مَعِينُ هَوَاهَا : زُلالُهُ لا يَجِفُّ
وَمَنْ بِنَيْـلِ رِضَاهَا : يَرْضَى الإَلهُ وَيَعْـفُـو
أُمِّي عَلَى قَدَمَيْهَا : جِنَانُ رَبِّيَ وَقْـفُ
أمِّي عَشِقْتُ غِنَاهَا : إِنْ أَطْرَبَ النَاسَ عَزْفُ
فَفِيِهِ أَجْمَلُ لَحْنٍ : لَهُ الضُلُوعُ تَرِفُّ
أُمِّي الحَبِيِبَةُ إِّنِّي : لِدَوْحِ رَوْضِكِ إِلْفُ
يَشُوُقُنِي لِغِنَاءٍ : عَلَى غُصُونكِ لَهْفُ
لَكِنَنِي حِيِنَ أَشْدُو : يبدو بِلَحْنِيَ ضَعْفُ
وَإِنْ أَرَدْتُ بَيَانًا : يُحَيِّرُ اللُبَّ وَصْفُ
هَيْهَاتَ أُحْسِنُ قَوْلاً : فَمَا لِحُبِّكِ سَقْفُ
وَلنْ يُعَبِّرَ عَمَّا : فِي خَاطِرِي لَكِ حَرْفُ
فَأَنْتِ شَمْسُ حَيَاتِي : عُمْرِي بِقُرْبِكِ يَصْفُو
أَرَى بِنُورِكِ دَرْبِي : وَالْقَلْبُ نَحْوَكِ يَهْفُو
لَكِنَّ دُرَّ حُرُوفِي : فِي لُجِّ بَحْرِكِ يَطْفُو
أُمِّي وَصِدْقُ دُعَاهَا : بِهِ البَلاءُ يَخِفُّ
فَلَيْسَ بَيَنَ نِدَاهَا : وَبَيْنَ رَبِّيَ سَقفُ
مَنْ حُبُّهَا دُوُنَ سِعْرٍ : إِنْ صَاحَبَ الحُبَّ زَيْفُ
وَمَنْ إِذَا غِبْتُ عَنها : جُفُوُنُهَا لا تَرِفُّ
تَظَلُّ تَرْقُبُ طَيْفِي : وَحُزْنُهَا لا يَخِفُّ
وَمَنْ تَظُلُّ نقاءً : عَن البَيَاضِ يَشُفُّ
يَضُمُّنَا فِي حَنَانٍ : إِذَا تَجَبَّرَ صَرْفُ
ويمسحُ الدَّمْعَ عَنَّا : إِذَا تَهَيَّجَ ذَرْفُ
أُمِّي عَلَيْكِ سَلامٌ : بِهِ الدُعَاءُ يَحُفُّ
فَلَيْسَ تَقْدِرُ رَدَّا : لِفَضْلِ كَفِّـكِ كَفُّ