الدعوة إلى الله
.................
أخي المسلم :
هل أنت ممن ابتعثه الله ليخرج العباد. من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة؟ فماذا فعلت؟
الصحابة والدعوة
مما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله عز وجل عملٌ من أشرف الأعمال التي يمكن أن يقوم بها كلُّ مؤمن ومؤمنة.
يقول الله عز وجل في كتابة الكريم: [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ] {فصِّلت:33} . فمن كل الأقوال التي يمكن أن يقولها الإنسان، ومن كل الكلمات التي يمكن أن ينطق بها بشر، تظل كلمة الدعوة هي أحسن الأقوال، وأحسن الكلمات [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ] {فصِّلت:33}.
هذه الكلمة العظيمة (الدعوة) هي وظيفة الأنبياء، والمرسلين، فأنبياء الله سبحانه وتعالى وظيفتهم الأولى هي الدعوة إلى الله عز وجل يقول الله تعالى في كتابه:
[وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {إبراهيم:4} .
فالهداية بيد الله عز وجل، لكن لا بد أن تقام الحجة على العبد، لا بد أن تصل الدعوة إلى العباد، فمن الذي يصل بالدعوة إلى العباد؟
الأنبياء، وبعد آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، من الذي يصل بالدعوة إلى الناس؟
إنهم أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤمنون بهذا الدين، المسلمون إسلاما حقيقيا صادقا، هم الذين يتحركون بالدعوة، لقد ختم الأنبياء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هناك نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن يحمل المؤمنون الصادقون هذه المهمة العظيمة التي كان يحملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سبقه من أنبياء الله عز وجل [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {إبراهيم:4} .
ويقول عز وجل: [بِالبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {النحل:44} .
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
لذلك جعل الله عز وجل هذه الصفة، صفة الدعوة، أو صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صفة لازمة لمن حمل لقب (مؤمن) فما دمت مؤمنا فلا بد أن تكون داعية إلى الله عز وجل، إذا أردت أن تستكمل صفة الإيمان فلا بد من الدعوة إلى الله.
يقول الله عز وجل: [وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ] {التوبة:71}.
وذكر الله عز وجل أن أول ما يتصفون به أنهم: [يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {التوبة:71} .
وتستطيع أن تلاحظ أن الله تعالى قدم صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، مع كونهما ركني الدين العظيمين، فالصلاة كما نعلم هي أعظم أركان الإسلام، وهي عمود الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، ومع هذه المكانة العظيمة للصلاة يقدم الله عز وجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أمرها.