قصيدة ( نبئيني ) لعباس محمود العقاد
يعرف الناس الأستاذ عباس محمود العقاد ( 1889-1964م ) أنه ناقد كبير ومثقف أدبي وُصف ب ( العملاق ) و لكن قلة منهم يعرفونه شاعرا
العقاد صاحب فكر ومهتم بالتأريخ والتراجم وله في ذلك كتب تتضمن آراﺀه الفذة وخاصة في سلسلته الأشهر ( العبقريات )
لا يمكن اختصار العقاد في ميدان واحد .. فهو سياسي ( عضو البرلمان المصري ) ولغوي ( عضو مجمع اللغة العربية ) وصحفي وأديب وناقد ومؤرخ وشاعر ومفكر ..
وهو زعيم مدرسة الديوان التي تمحورت التجديدَ ورفضَ الذهنية الشعرية التقليدية
لم يدرس العقاد في الجامعات .. وصل في دراسته النظامية حتى الخامس الابتدائي.. لكنه تعلم على نفسه ودرس الإنجليزية وبرع فيها وترجم عنها كتبا .. فالعقاد فعلا ( عبقري )
اعتزَّ بالعربية وبالإسلام وترك في المكتبة العربية عشرات الكتب المفيدة الغنية بالجمال والعظمة والمتعة المسعدة ..
هنا نقرأ له نصاً شعريا فريدا شدا به بعض المطربين من أولي الذوق الرفيع :
يا رجائي و سلوتي و عزائي
و أليفي إذا اجتواني الأليفُ
نبئيني، فلستُ أعلمُ ماذا
منكِ قلبي بحُسنِه مشغوفُ
كلُّ حُسنٍ أراكِ أكبرَ منهُ
إنَّ معناكِ تالدٌ وطريفُ
••• ••• •••
لستُ أهواكِ للجمالِ وإن
كانَ جميلاً ذاكَ المُحيّا العفيفُ
لستُ أهواكِ للذكاﺀِ وإن
كانَ ذكاﺀً يُذكي النُّهى ويشوفُ
لستُ أهواكِ للدلالِ وإن
كان ظريفاً يصبو إليه الظريفُ
لستُ أهواكِ للخِصالِ وإن
رفَّ علينا منهنَّ ظِلٌّ وَريفُ
لست أهواك للرشاقة والرقة
والأنس وهو شتى صنوف
أنا أهواكِ أنتِ أنتِ
ولا شيءَ سوى أنتِ بالفؤادِ يطيفُ
••• ••• •••
إنَّ حباً يا قلبُ ليسَ بمنسيكَ
جمالَ الجميلِ حبٌّ ضعيفُ