كان الصمّة القشيري يحب ابنة عمه "ريّا"، لكن والدها طلب عددًا كبيرًا من الإبل مهرًا لها، فقام والد الصمّة بدفع هذا المهر الكبير، لكنه أنقص بعيرًا من العدد المطلوب، وحين اكتشف أخوه (والد ريّا) هذا النقص رفض المهر، وقال: لا آخذها إلّا كاملة
.
لكنّ والد الصمّة رفض إكمال العدد. فغضب الصمة من والده وعمّه وقال: ما رأيت ألأم منكما، وإني لألأم منكما إن أقمت بينكما.
وترك بلاده وهاجر إلى بلادٍ أخرى، بقي فيها حتى مات.
وفي مهجره، في لحظة حنين، قال قصيدته العينية الشهيرة، التي يقول فيها:
حننتَ إلى "ريّا" ونفسُكَ باعدتْ
مزاركَ من "ريّا" وشعْباكما معا
بكت عينيَ اليسرى، فلمّا زجرتُها
عن الجهل بعد الحِلم، أسبلتا معا
بنفسيَ تلك الأرضُ ما أطيبَ الرُّبى
وما أحسنَ المُصطاف والمتربَّعا
فليستْ عشيّات الحِمى برواجعٍ
إليك، ولكنْ خلِّ عينيكَ تدمعا
كأنّا خُلقنا للنّوى، وكأنّما
حرامٌ على الأيام أنْ نتجمّعا