الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطيب الشنهوري

منتدى ثقافي - ديني - اجتماعي - علمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مع خير خلق الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

مع خير خلق الله Empty
مُساهمةموضوع: مع خير خلق الله   مع خير خلق الله Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2021 4:45 pm

مــن دلائــل نـبـوتـه وعـلامـــات رسالـتـه


*  ومن دلائل نبوته وعلامات رسالته ما ترادفت به الأخبار عن الرهبان والأحبار وعلماء أهل الكتاب ، من صفته وصفة أمته ، واسمه وعلاماته ، وذكر الخاتم الذي بين كتفيه ، وما وجد من ذلك في أشعار الموحدين المتقدمين ، من شعر تبع ، والأوس بن الحارثة ، وكعب ابن لؤي ، وسفيان بن مجاشع ، وقس بن ساعدة .
وما ذكر عن سيف بن ذي يزن وغيرهم ، وعرف به من أمره زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، وعثكلان الحميري ، وعلماء يهود ، وشامول عالمهم صاحب تبع ـ من صفته وخبره .

ما أُلفي من ذلك في التوراة والإنجيل مما قد جمعه العلماء وبينوه ، ونقله عنهما ثقاه من أسلم منهم ، مثل ابن سلام ، وابني سعية ، وابن يامين ، ومخيريق ، وكعب ، وأشباههم ممن أسلم من علماء يهود ، وبحيرا ، ونصطور الحبشة ، وصاحب بصرى ، وضغاطر ، وأسقف الشام ، والجارود ، وسلمان ، والنجاشي ، ونصارى الحبشة ، وأساقف نجران ، وغيرهم ممن أسلم من علماء النصارى .وقد اعترف بذلك هرقل ، وصاحب رومة عالما النصارى ، ورئيساهم ، ومقوقس صاحب مصر ، والشيخ صاحبه ، وابن صوريا ، وابن أخطب ، وأخوه ، وكعب بن أسد ، والزبير بن باطيا ، وغيرهم من علماء اليهود ، ممن حمله الحسد والنفاسة على البقاء على الشقاء .
والأخبار في هذا كثيرة لا تنحصر. وقد قرع أسماع اليهود والنصارى بما ذكر أنه في كتبهم من صفته وصفة أصحابه ، واحتج عليهم بما انطوت عليه من ذلك صحفهم ، وذمهم بتحريف ذلك وكتمانه ، وليهم ألسنتهم ببيان أمره ، ودعوتهم إلى المباهلة على الكاذب ، فما منهم إلا من نفر عن معارضته ، وإبداء ما ألزمهم من كتبهم إظهاره . ولو وجدوا خلاف قوله لكان إظهاره أهون عليهم من بذل النفوس والأموال وتخريب الديار ونبذ القتال ، وقد قال لهم Sad قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران : 93 )إلى ما أنذر به الكهان ، مثل شافع بن كليب ، وشق ، وسطيح ، وسراد بن قارب ، وخنافر ، وأفعى بحران  وجذل بن جذل الكندي ، وابن خلصة الدوسي ، وسعدى بنت كريز ، وفاطمة بنت النعمان ، ومن لاينعد كثرة . إلى ما ظهر على ألسنة الأصنام من نبوته ، وحلول وقت رسالته ، وسمع من هواتف الجان ، ومن ذبائح النصب ، وأجواف الصور ، وما وجد من اسم النبي  والشهادة له بالرسالة مكتوباً في الحجارة والقبور بالخط القديم ما أكثره مشهور ، وإسلام من أسلم بسبب ذلك معلوم مذكور .



عدل سابقا من قبل الطيب الشنهورى في الأربعاء فبراير 17, 2021 4:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

مع خير خلق الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع خير خلق الله   مع خير خلق الله Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2021 4:46 pm

فـيـمـا ظـهـر مـن الأيـات عـنـد مـولـده

-ومن ذلك ما ظهر من الآيات   عند مولده ، وما حكته أمه ومن حضره من العجائب ، وكونه رافعاً رأسه عندما وضعته شاخصاً ببصره إلى السماء ، وما رأته من النور الذي خرج معه ولادته ، وما رأته إذ ذاك أم عثمان بن أبي العاص من تدلي النجوم ، وظهور النور عند ولادته ، حتى ما تنظر إلا النور . وقول الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف : لما سقط فـيـمـا ظـهـر مـن الأيـات عـنـد مـولـده على يدي واستهل سمعت قائلاً يقول : حمك الله ، وأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى قصور الروم .

-وما تعرفت به حليمة وزوجها ضِئراه من بركته ، ودرور لبنها له ، ولبن شارفها وخصب غنمه ، و سرعة شبابه  وحسن نشأته . وما جرى من العجائب ليلة مولده ، من ارتجاج إيوان كسرى ، وسقوط شرفاته ، وغيض بحيرة طبرية ، وخمود نار فارس ، وكان لها ألف عام لم تخمد . وأنه كان إذا أكل مع عمه أبي طالب وآله وهو صغير شبِعوا و رَوَوْا ، فإذا غاب فأكلوا في غيبته لم يشبعوا .

-وكان سائر ولد أبي طالب يصبحون شعثاً و يصبح فـيـمـا ظـهـر مـن الأيـات عـنـد مـولـده r قيلاً هيناً كحيلاً .

-قالت أم أيمن حاضنته : ما رأيته فـيـمـا ظـهـر مـن الأيـات عـنـد مـولـده شكا جوعاً قطّ  ولا عطشاً صغيراً ولا كبيراً  .

-ومن ذلك حراسة السماء بالشهب ، وقطع رصد الشياطين ، ومنعهم استراق السمع .

-وما نشأ عليه من بُغض الأصنام ، والعفة عن أمور الجاهلية ، وما خصه الله به من ذلك وحماه حتى في ستره في الخبر المشهور عند بناء الكعبة ، إذ أخذ إزاره ليجعله على عاتقه ، ليحمل عليه الحجارة        وتعرى ، فسقط إلى الأرض حتى رد إزاره عليه .
فقال له عمه : ما بالك ؟ فقال : إني قد نهيت عن التعري .

-ومن ذلك إظلال الله له بالغمام في سفره .

-وفي رواية أن خديجة ونساءها رأينه لما قدم ، وما كان يظلانه ، فذكرت ذلك لميسرة ، فأخبرها أنه رأى ذلك منذ خرج معه في سفره .

-وقد روي ان حليمة رأت غمامة تظله ، وهو عندها .

-وروي ذلك عن أخيه من الرضاعة  .

-ومن ذلك انه نزل في بعض أسفاره قبل مبعثه تحت شجرة يابسة ، فاعشوشب ما حولها وأينعت هي فأشرقت وتدلت عليه أغضانها بمحضر من رآه .

-وميْل فيء الشجرة إليه في الخبر الآخر حتى أظلته .

-وما ذكر من أنه كان لا ظل لشخصيته في شمس ولا قمر ، لأنه كان نوراً .

وأن الذباب كان لا يقع على جسده ولا ثيابه .

ومن ذلك تحبيب الخلوة إليه حتى أوحي إليه ، ثم إعلامه بموته ودنو أجله ، وأن قبره في المدينة وفي بيته ، وأن بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة ، وتخيير الله له عند موته ، وما اشتمل عليه حديث الوفاة من كراماته ، تشريفه ، وصلاة الملائكة على جسده على ما رويناه في بعضها . و استئذان ملك الموت عليه ، و لم يستأذن على غيره قبله . و نداؤهم الذي سمعوه ألا ينزعوا القميص عنه عند غسله . و ما روي من تعزية الخضر والملائكة أهل بيته عند موته . إلى ما ظهر على أصحابه من كرامته وبركته في حياته وموته ، كاستسقاء عمر بعمه ، وتبرك غير واحد بذريته   .


عدل سابقا من قبل الطيب الشنهورى في الأربعاء فبراير 17, 2021 4:50 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

مع خير خلق الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع خير خلق الله   مع خير خلق الله Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2021 4:48 pm

معجزات نبينا  أظهر من سائر معجزات الرسل عليهم السلام

* قال القاضي أبو الفضل : قد أتينا في هذا الباب على نكت من معجزاته واضحة ، وجمل من علامات نبوته مقنعة ، في واحد منها الكفاية والغنية ، وتركنا الكثير سوى ما ذكرنا ، واقتصرنا من الأحاديث الطوال على عين الغرض وفص المقصد ، ومن كثير الأحاديث وغريبها على ما صح واشتهر إلا يسيراً من غريبه مما ذكره مشاهير الأئمة ، وحذفنا الإسناد في جمهورها ، طلباً للإختصار . وبحسب هذا الباب لو تقصي أن يكون ديواناً جامعاً يشتمل على مجلدات عدة .ومعجزات نبينا  أظهر من سائر معجزات الرسل بوجهين : أحدهما : كثرتها ، وأنه لم يؤت نبي معجزةً إلا وعند نبينا مثلها ، أو ما هو أبلغ منها . وقد نبه الناس على ذلك ، فإن أردته فتأمل فصول هذا الباب ، ومعجزات من تقدم من الأنبياء ـ تقف على ذلك إن شاء الله تعالى .وأما كونها كثيرة فهذا القرآن ، وكله معجز ، وأقل ما يقع الإعجاز فيه عند بعض أئمة المحققين سورة : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، أو آية في قدرها .
وذهب بعضهم إلى أن كل آية منه كيف كانت معجزة . وزاد آخرون أن كل جملة منتظمة منه معجزة ، وإن كانت من كلمة أو كلمتين .والحق ما ذكرناه أولاً ، لقوله تعالى Sad قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ)، (يونس : 38 )   فهو أقل ما تحداهم به ، مع ما ينصر هذا من نظر وتحقيق يطول بسطه .وإذا كان هذا ففي القرآن من الكلمات نحو من سبعة وسبعين ألف كلمة ونيف على عدد بعضهم ، وعدد كلمات Sad إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ * ) عشر كلمات ، فتجزؤ القرآن على نسبة عدد( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) أزيد من سبعة آلاف جزء ، كل واحد منها معجز في نفسه . ثم إعجازه ـ كما تقدم ـ بوجهين : طريق بلاغته ، و طريق نظمه ، فصار في كل جزء من هذا العدد معجزتان ، فتضاعف العدد من هذا الوجه . ثم فيه وجوه إعجاز أخر من الإخبار بعلوم الغيب ، فقد يكون في السورة الواحدة من هذه التجزئة الخبر عن أشياء من الغيب ، كل خبر منها بنفسه معجز ، فتضاعف العدد كرة أخرى . ثم وجوه الإعجاز الأخر التي ذكرناها توجب التضعيف ، هذا في حق القرآن ، فلا يكاد يأخذ العد معجزاته ، ولا يحوي الحصر براهينه .

ثم الأحاديث الواردة ، والأخبار الصادرة عنه في هذه الأبواب وعما دل على أمره مما أشرنا إلى جمله يبلغ نحواً من هذا .

الوجه الثاني : وضوح معجزاته  ، فإن معجزات الرسل كانت بقدر همم أهل زمانهم ، وبحسب الفن الذي سما فيه قرنه .فلما كان موسى غاية علم أهله السحر بعث إليهم موسى بمعجزة تُشبه ما يدعون قدرتهم عليه ، فجاءهم منها ما خرق عادتهم ، ولم يكن في قدرتهم  ، وأبطل سحرهم . وكذلك زمن عيسى أغنى ما كان الطب ، وأوفر ما كان أهله ، فجاءهم أمر لا يقدرون عليه ، وأتاهم ما لم يحتسبوه من إحياء الميت ، وإبراء الأكمه والأبرص دون معالجة ولا طب . وهكذا سائر معجزات الأنبياء .

ثم إن الله تعالى بعث محمداً r، وجملة معارف العرب وعلومها أربعة : البلاغة ، والشعر ، والخبر ،     والكهانة ، فأنزل عليه القرآن الخارق لهذه الأربعة فصول من الفصاحة ، والإيجاز ، والبلاغة الخارجة عن نمط كلامهم ، ومن النظم الغريب ، والأسلوب العجيب الذي لم يهتدوا في المنظوم إلى طريقه ، لا علموا في أساليب الأوزان منهجه ، ومن الأخبار عن الكوائن والحوادث والأسرار والمخبآت والضمائر ، فتوجد على ما كانت ، ويعترف المخبر عنها بصحة ذلك وصدقه ، وإن كان أ'عدى العدو . فأبطل الكهانة التي تصدق مرةً وتكذيب عشراً ، ثم اجتثها من أصلها برجم الشهب ، ورصد النجوم . وجاء من الأخبار عن القرون السالفة ، وأنباء الأنبياء ، والأمم البائدة ، والحوادث الماضية ـ ما يعجز من تفرغ لهذا العلم عن بعضه على الوجوه التي بسطناها و بينا المعجز فيها . ثم بقيت هذه المعجزة الجامعة لهذه الوجوه إلى الفصول الأخر التي ذكرناها في معجزات القرآن ثابتةً إلى يوم القيامة بينة الحجة لكل أمة تأتي ، لا يخفى وجوه ذلك على من نظر فيه ، وتأمل وجوه إعجازه .
إلى ما أخبر به من الغيوب على هذه السبيل ، فلا يمر عصر ولا زمن إلا يظهر فيه صدقه بظهور مخبره على ما أخبر ، فيتجدد الإيمان ، ويتظاهر البرهان ، وليس الخبر كالعيان كما قيل . وللمشاهدة زيادة في اليقين ، والنفس أشد طمأنينة إلى عين اليقين منها إلى علم اليقين ، وإن كان كل عندها حقاً .

وسائر معجزات الرسل انقرضت بانقراضهم ، وعُدمت بعدم ذواتها ، ومعجزة نبينا  لا تبيد ولا تنقطع ، وآياته تتجدد ولا تضمحل ، ولهذا أشار بقوله فيما حدثنا القاضي الشهيد أبو علي ، حدثنا القاضي أبو الوليد ، حدثنا أبو ذر ، حدثنا أبو محمد ، وأبو إسحاق ، وأبو الهيثم ، قالوا : حدثنا الفربري ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا الليث ، عن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي قال : ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أني أكثرهم تابعاً يوم القيامة. هذا معنى الحديث عن بعضهم ، وهو الظاهر والصحيح إن شاء الله .

قلت :رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن ، باب: كيف نزول الوحي، وأول ما نزل.

- حدثنا عبد الله ين يوسف: حدثنا الليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة).



كتاب الاعتصام ، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بُعِثتُ بجوامع الكلم). - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا الليث، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من الأنبياء نبيٌّ إلاَّ أعطِيَ من الآيات ما مثله أومن، أو آمن، عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أنِّي أكثرهم تابعاً يوم القيامة).



وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل  حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر. وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي. فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".

وذهب غير واحد من العلماء في تأويل هذا الحديث وظهور معجزة نبينا r إلى معنى آخر من ظهورها بكونها وحياً وكلاماً لا يمكن التخييل فيه ، ولا التحيل عليه ، ولا التشيبه ، فإن غيرها من معجزات الرسل قد رام المعاندون لها بأشياء طمعوا في التخييل بها على الضعفاء كإلقاء السحرة حبالهم وعصيهم  وشِبه هذا مما يخيله الساحر ، أو يتحيل فيه . والقرآن كلام ليس للحيلة ولا للسحر ، ولا التخييل فيه عمل ، فكان من هذا الوجه عندهم أظهر من غيره من المعجزات ، كما لا يتم لشاعر ولا لخطيب أن يكون شاعراً أو خطيباً بضرب من الحيل والتمويه .
والتأويل الأول أخلص وأرضى . وفي هذا التأويل الثاني ما يغمض عليه الجفن ، ويغضى . ووجه ثالث على مذهب من قال بالصَّرفة ، وأن المعارضة كانت في مقدور البشر ، فصرفوا عنها ، أو على أحد مذهبي أهل السنة من أن الإتيان بمثله من جنس مقدورهم ، ولكن لم يكن ذلك قبل ، ولا يكون بعد ، لأن الله تعالى لم يقدرهم ، ولا يقدرهم عليه . وبين المذهبين فرق بين ، وعليهما جميعاً ، فتَتْركُ العرب الإتيان بما في مقدورهم ، أو ما هو من جنس مقدورهم ، ورضاهم بالبلاء والجلاء ، والسباء والإذلال ، وتغيير الحال ، وسلب النفوس والأموال ،       والتقريع والتوبيخ ، والتعجيز والتهديد والوعيد أبين آية للعجز عن الإتيان بمثله ، والنكول عن معارضته  وأنهم منعوا عن شيء هو من جنس مقدورهم . وإلى هذا ذهب الإمام أبو المعالي الجويني وغيره ، قال : وهذا عندنا أبلغ في خرق العادة بالأفعال البديعة في أنفسها ، كقلب العصا حيةً ونحوها ، فإنه قد يسبق إلى بال الناظر بداراً أن ذلك من اختصاص صاحب ذلك بمزية معرفة في ذلك الفن ، وفضل علم إلى أن يرد ذلك صحيح النظر .وأما التحدي للخلائق مئين من السنين بكلام من جنس كلامهم ليأتوا بمثله فلم يأتوا ، فلم يبق بعد توفر الدواعي على المعارضة ثم عدمها إلا منع الله الخلق عنها بمثابة ما لو قال نبي : آيتي أن يمنع الله القيام عن الناس مع مقدرتهم عليه ، وارتفاع الزمانة عنهم ، فكان ذلك ، وعجزهم الله تعالى عن القيام ـ لكان ذلك من أبهر آية ، وأظهر دلالة . و بالله التوفيق .

وقد غاب عن بعض العلماء وجه ظهور آيته على سائر آيات الأنبياء ، حتى احتاج للعذر عن ذلك بدقة أفهام العرب ، وذكاء ألبابها ، ووفور عقولها ، وأنهم أدركوا المعجزة فيه بفطنتهم ، وجاءهم من ذلك بحسب إدراكهم ، وغيرهم من القبط و بني إسرائيل وغيرهم لم يكونوا بهذه السبيل ، بل كانوا من الغباوة وقلة الفطنة بحيث جوز عليهم فرعون أنه ربهم ، وجوز عليهم السامري ذلك في العجل بعد إيمانهم ،     وعبدوا المسيح مع أجماعهم على صلبه ،( َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ) (النساء  157)، فجاءتهم من الآيات الظاهرة البينة للأبصار بقدر غلظ أفهامهم ما لا يشكون فيه ، ومع هذا فقالوا( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً  ) (البقرة : 55 ) ولم يصبروا على المن والسلوى ، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير .

والعرب على جاهليتها أكثرها يعترف بالصانع ، وإنما كانت تتقرب بالأصنام إلى الله زلفى . ومنهم من آمن بالله وحده من قبل الرسول   بدليل عقله و صفاء لبِّه . ولما جاءهم الرسول بكتاب الله فهموا حكمته ، وتبينوا بفضل إدراكهم لأول وهلة معجزته ، فآمنوا به ، وازدادوا كل يوم إيماناً ، ورفضوا الدنيا كلها في صحبته ، وهجروا ديارهم وأموالهم ، وقتلوا آباءهم  وأبناءهم في نصرته ، وأتى في معنى هذا بما يلوح له رونق ، ويعجب منه زبرج لو احتيج إليه وحقق ، لكنا قدمنا من بيان معجزة نبينا  وظهورها ما يغنى عن ركوب بطون هذه المسالك وظهورها .  وبالله أستعين ـ وهو حسبي ، ونعم الوكيل ـ...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

مع خير خلق الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع خير خلق الله   مع خير خلق الله Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2021 7:24 pm

ما جاء في خلقه صلى الله عليه وسلم

http://tayebshanhoory.3abber.com/post/403448


عدل سابقا من قبل الطيب الشنهورى في الأربعاء فبراير 17, 2021 7:31 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

مع خير خلق الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع خير خلق الله   مع خير خلق الله Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2021 7:30 pm

ما جاء في خاتم النبوة

http://tayebshanhoory.3abber.com/post/403450
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع خير خلق الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه
» الصحابي الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه
» فوائد الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
» زينب بنت رسول الله وقلادة أمها خديجة رضي الله عنها
» الزبير بن العوام - رضي الله عنه - ( حواري الرسول - صلى الله عليه وسلم )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطيب الشنهوري :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: