أبو علقمة
كان أبو علقمة رجلاً نحويا واشتهر عنه شدة تقعره
في الكلام( أي إنه كان يستخدم غريب اللفظ من
اللغة العربية في التعبير عما يريد ) وكان
يفتي في الدين بغريب الألفاظ ويتشدد ويُعسِر على
الناس تعسيرا لا يسر فيه ولا لين
وإليكم بعضا من طرائفه :
* دخلَ أبو علقمة النحْوي على الطَّبيب فقال:
إني أكلتُ من لحوم هذه الجوزال، فطسئت طسأة،
فأصابني وجع بين الوابلة إلى دأية العنق،
فلم يزل ينمو ويربو حتى خالطَ الخلّب، فألمت
لهُ الشراسف. فهل عندَك دواء؟
فقالَ له الطَّبيب:
خذ خربقًا وشلفقًا وشبرَقًا فزقزقهُ وزهزقهُ
واغسلهُ بماء روث واشربهُ بماء الماء.
فقالَ أبو علقمة: أعد عليَّ ويحك، فإني لم أفهمكَ.
فقالَ له الطَّبيب: لعن الله أقلنا إفهامًا لصاحبهِ
وهل فهمتُ منك شيئًا مما قلت؟؟
* قال بشر بن حجر: انقطع إلى أبي علقمة غلام
يخدمه فأراد أبو علقمة البكور في حاجة ,
وكان غلامه قد ضاق من كلامه
فقال: يا غلام أصقعت العتاريف؟!
فقال الغلام له : زقفيلم
قال أبو علقمة : وما زقفيلم لم أسمع بها من قبل ؟!
قال : وما صقعت العتاريف ؟!
قال: إنما قصدت هل صاحت الديكة ؟
قال : وأنا قصدت أنها لم تُصحْ , نم يا سيدي !!
* قدم على أبي علقمة النحوي ابن أخ له
فقال له: ما فعل أبوك؟ قال : مات
قال : وما فعلت علته ؟
قال : ورمت قدميه
قال : قل قدماه
قال : فارتفع الورم إلى ركبتاه
قال : قل: ركبتيه
فقال : دعني يا عم فما موت أبي أشدَّ عليّ من نحوك هذا !!
وأدرك أبو علقمة أخيرا أنه (هلك المتنطعون )...
ومن بعدها لم يعد إلى التقعر.