أغنية لعنترة
....
شعر حسني الإتلاتي
ولقد ذكرتك والجراح نوازفُ
ولقد ذكرتك والهموم عواصفُ
ولقد ذكرتك ضائعا ومشردا
ولقد ذكرتك راجفا ومهددا
ولقد ذكرتك في اغترابي
ومدينة تلفظني طعاما للغياب
ولقد ذكرتك والحياة تضيق بي
والبحر يحطم مركبي
والموج يهزأ بي ويلعب بي
ولقد ذكرتك والرفاق تخون
لست أخونهم
ولقد ذكرتك في غيابة جبهم
ولا دلاء ولا مياه
ولقد ذكرتك
والحياة تذيقني شظف الحياة
وغدا سيعلم إخوة غنيتهم وبكيتهم
حر البكاء
فإذا قتلت وسوف أقتل
هل يعيش بأرضنا غير اللصوص؟
وهل يغني للقبيلة غير مأجور الحداء ؟
ولسوف تذكرني القبيلة
أنني الولد الذي
صاغ القصائد للهوى والكبرياء
فأنا وريث الأرض
والتاريخ
والشعر المقاوم
والرثاء
فلتذكريني في المساء
وفي الصباح
ولترسمي وجهي النحيل
على خد البنات السمر شارات الكفاح
ولتطعميني للصقور
وللنسور
وللجوارح
ماكان جسمي خائنا
ليذوقه دود القبور
ولتلقمي عيني
للسفن البعيدة عن بلادي
للرجال النازحين
المبعدين
المتعبين
السيئين
الطيبين
المثخنين من الجراح
وخذي ثياب للفقير
وخذي كتابي للضرير
يضيئ له
أنا ما كتبت سوى لوجه النور أشواق القصيد
وأنا جريدك والحديد
وأنا شهيدك
حين يقصر عن مفاوزك الجنود
و خذي عظامي
اصلبي ظهر العجائز
قلبي لعاشقة تحن إلى فتى
دمعي لعين فتى بعيد عن فتاة
وخذي ذراعي
ساق فأس للزراعة
وترفقي بعد الممات
بزوجتي
و صغاري
فيهم بقايا من براءة
كنت أسقيهم مع الخجل الجراءة
ومع الطعام رغيف أشعار
وقرآنا
وأحلاما بثورة
أنا كنت أخبرهم بأن الصمت
مثل الذل
مثل الجبن
عورة
فخذي صغاري للنهار
وخذي قصائد مدح كحل عيونك النوار
أيقونة
تذكار
حسني الإتلاتي
أسوان مصر
من ديوان نقوش على جدار الروح 2014 نشر إقليمي - فرع ثقافة أسوان