الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطيب الشنهوري

منتدى ثقافي - ديني - اجتماعي - علمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من روائع حكايات الحب العذري ( عروة وعفراء)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10438
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

من روائع حكايات الحب العذري ( عروة وعفراء) Empty
مُساهمةموضوع: من روائع حكايات الحب العذري ( عروة وعفراء)   من روائع حكايات الحب العذري ( عروة وعفراء) Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 07, 2011 1:00 am

من أروع حكايات الحب العذري "عروة وعفراء" وقصيدة "حَيِّ الأَحِبَّةَ"..

أعدها للنشر أ:الطيب أديب

عضو اتحاد كتاب مصر



......................................







هوعُروة بن حِزام بن مُهاصِر بن مالك من بني حزام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة .وقد أحبَّ ابنةَ عَمِّهِ عَفراءَ بِنتَ عقال مُهاصِر بنِ مالك الضَّبّيّ؛ وقد اشتهَرَ بَنُوْ عُذْرَةَ بِشدَّةِ الْعِشْقِ والْعِفَّةِ فِيه؛ ويعتبر عروة أحد المتيمين الذين قتلهم الهوى، ولا يعرف له شعر إلا في عفراء بنت عمه.

وقَدْ قِيْلَ لأَحَدِ العذريين: مَا بَالُ الرَّجُلِ مِنْكُم يَمُوْتُ في هَوَى امرَأَةٍ؟ فَأجابَ: لأنَّ فِينا جَمَالاً وَعِفَّةً.

رُوي من حديث عروة بن حزام وعفراء بنت عقال: أن حزاماً بن مهاصر مات وترك ابنه عروة صغيراً في حجر عمه عقال بن مهاصر. وكانت عفراء تِرباً لعروة، يلعبان جميعاً، ويكونان معاً، حتى ألف كل واحد منهما صاحبه إلفاً شديداً. وكان عقال يقول لعروة، لما يرى من إلفهما: أبشر، فإن عفراء امرأتك ، إن شاء الله. فكانا كذلك حتى بلغا سِنَّ الرُّشد، ولحقت عفراء بالنساء، ولحق عروة بالرجال، وحُجب بينهما، فثارت لوعة الحب والغرام في صدريهما جراء الفراق. شغف قلب عروة بحب ابنة عمه شغفا عظيما فأحبها حبا لم يستطع تحمله فذهب إلى عمه طالبا يد ابنته فلما اخبر عمه بذلك سر بالخبر ولكنه في نفس الوقت أسف له لأنه يعلم أن ابن أخيه ليس لديه المال الكافي لمهر ابنته فقال لابن أخيه : كم سررت لسماع هذا الكلام فسر عروة لموافقة عمه وقال : ابشر يا عم فما مهرك فقال عمه : ثمانون ناقة . فوافق عروة وطلب من عمه انتظاره عامين حتى يجمع المال فوافق عمه وقال:أنت لعفراء وعفراء لك فانطلق عروة يجمع المال من بلاد اليمن. وصَحِبَه في طريقه فتيان من بني هلال بن عامر ، وبينما كان عروة ورفيقاه الهلاليان يجدّون المسير التفت إليهما، وقال يخاطبهما، ويروي لهما قصته، وما يعانيه من لوعة العشق والغرام:

خليلـي مِـن عليـا هـلال بـن عامـر

بصنعاء عوجاء اليـوم وانتظرانـي

ولا تزهدا في الذخر عندي وأجْمِلا

فـإنـكـمـا بــي اليـوم مُـبـتـلـيانِ

ألِـمّـا عـلـى عـفـراء إنكـمـا غـــداً

بوشـك الـنـوى والبـيـن معتـرفـانِ

أحـبُّ ابنـة العـذري حُبـاًّ وإنْ نـأَتْو

دانـيــت فـيـهـا غـيــر مـــا مُـتـدانـي

إذا قلـتُ: لا، قـالا: بلـى، ثـم أصبحـا

جميـعـاً عـلـى الــرأي الــذي يـريـان

تحملـت مـن عفـراء مـا ليـس لـي

بـهولا لـلـجـبــال الـراســيات يــدان

فيـا ربِّ أنـت الْمُستعـان علـى الـذي

تحمَّـلـت مِــن عـفـراء مُـنـذ زمانِ

وحينما غاب عروة في طلب المهر نزلَ في حيّ عفراء رجل ثريٌّ من أثرياء البلقاء الشامية ، فنحر الجزور ووهب وأطعم ، ورأى عفراء، وكان منزله قريباً من منزل أهلها، فأعجبته وخطبها إلى أبيها فرفض طلبه، فعدل الرجلُ الثريّ إلى أمّ عفراء، فوافق عندها قبولاً وجاءت إلى زوجها عقال، ولم تزل تلح حتى قال لها زوجها: فإن عاد لي الرجل خاطباً أجبته، فوجهت إليه أن عُدْ إليه خاطباً، فأعاد الرجلُ القول في الخطبة، فأجابه أبوها وزوجه بعفراء، فقالت عفراء قبل أن يدخل بها:







يا عُرْوَ إنّ الحيَّ قد نقضوا

عهـدَ الإلـه وحاولـوا الغدر

ثم رحلت مع زوجها إلى البلقاء في الشام، وأرشدت أمُّ عفراء والدَها إلى حيلة لتضليل عروة وخِداعه، فعمَد بناءً على طلبها إلى قبرٍ عتيق، فجدَّد وسوّاه، وسأل سكان الحي كتمان أمر زواج عفراء، وطلب منهم أن يقولوا لعروة: إنها ماتت وهذا قبرها .وعاد عروة بن حزام إلى مضارب قومه، فنعاها أبوها إليه، وذهب به إلى ذلك القبر، فمكث يختلف إليه أياماً وهو مضني هالك .

وقال يبكي عفراء :

وإِنـي لتـعـرونِـي لِـذِكـراكِ رعــدَة

لـهـا بَـيـن جسـمـي والعِـظـام دبـيـبُ

ومـا هــو إِلاَ أن أراهــا فــجـاءة

فـأبـهــتُ حــتى مَــا أكـاد أجِــيـبُ

وأصرَفُ عَن رَأيِي الذِي كنتُ أرتئي

و أَنـسَى الَّـذِي حُـدثــتُ ثــم تـغـيـبُ

ومن شدة تعلقه بها تمنى لقاءها يوم الحشر وأن يضمهما معا كفن واحد .. يقول عروة :

وإني لأهوى الحشر إن قيل إنني

وعفراء يوم الحشر ملتقيان

فـيـا لـيـت محيـانـا جميـعـا وليتـنـا

إذا نـحــن مـتـنـا ضـمـنـا كـفـنـان

وظل هائما باكيا ينعاها حتى جاءته جارية من الحي فأخبرته بخبر زواجها، فتركهم، ورحل إلى البلقاء في الشام فقدمها، ونزل ضيفاً على زوج عفراء، ثم قال لجارية لهم: "هل لك في يد تولينيها? قالت: نعم، قال: تدفعين خاتمي هذا إلى مولاتك. فقالت: سَوءة لك، أما تستحي لهذا القول? فقال لها: ويحك! هي والله بنت عمي، فاطرحي هذا الخاتم في صبوحها، فإذا أنكرت عليك فقولي لها: اصطبح ضيفك قبلك، ولعله سقط منه. فرَقّت لحالهِ ، وفعلت ما أمرها به.

ولما شربت عفراء اللبن رأت الخاتم وعرفته، فشهقت، ثم قالت: اصدقيني عن الخبر، فصدقتها. فلما جاء زوجها قالت له: أتدري من ضيفك هذا? قال: فلان بن فلان، فقالت: كلا والله يا هذا، بل هو عروة بن حزام ابن عمي، وقد كتم نفسه حياءً منك. فدعاه وعاتبه على كتمانه نفسه إياه، وقال له: على الرحب والسعة، نشدتك الله إن رُمت هذا المكان أبداً، وخرج وتركه مع عفراء يتحدثان. وأوصى خادماً له بالاستماع عليهما، فلما خلوا تشاكيا ما وجدا بعد الفراق، فطالت الشكوى، وهو يبكي أحرَّ بُكاء، وقال عروة والله لا أقيم بعد علمه بمكاني هذا، وإني عالم أني أرحل إلى منيتي. فبكت وبكى، وقال: لي أمور، ولا بدَّ لي من رجوعي إليها، فإن وجدت من نفسي قوّة على ذلك، وإلا رجعت إليكم وزرتكم، حتى يقضي الله من أمري ما يشاء. فزودوه وأكرموه وودّعوه وانصرف حزيناً.

رحل عروة من مضارب زوج عفراء، وأصابه غثيان وخفقان؛ فكان كلما أُغمي عليه أُلقِي على وجهه خِمار لعفراء زوّدته إياه؛ فيفيق، وبينما هو راحلٌ لقيه في الطريق ابن مكحول عراف اليمامة، وجلس عنده؛ وسأله عمّا به؛ وهل هو خبل أو جنون? فقال له عروة: ألك علم بالأوجاع?. قال: نعم؛ فقال عروة:

ومـا بـي مـن خبـل ولا بـي جنـة

ولكـن عمـي يـا أُخـيّ كَـذوبُ

أقول لعراف اليمامة: داوني

فـإنــك إن داويـتـنـي لطـبيب

فلم يجد له دواء وارتحل عروة لدياره في بيت أمه واعتزل الناس وصار طريح الفراش عاما كاملا لايكلم أحدا .

وفاته

قال النعمان بن البشير الأنصاري. -رضي الله عنه -استعملني معاوية على صدقات بليّ وعذرة (قبيلتان)، فلما قبضت الصدقة قسمتها في أهلها، فإنّي لفي بعض مياههم إذا أنا ببيت منحرد (منفرد ومنعزل) ناحية عن الحي ، فمِلتُ إليه، فإذا أنا بفتى راقد في فناء البيت، وإذا بعجوز وراءه في كسر البيت، فسلمت عليه، فرد علي بصوت ضعيف، فسألته: ما بك? فقال:

كــأن قـطـاة علـقـت بجناحـهـا

علـى كبـدي مـن شـدة الخفقان

جعلـت لعـراف اليمامـة حكمـهو

عـرّاف نجـد إن همـا شفيانـي

فقالا نعم نشفي من الداء كلّه

وقـامـا مــع الـعـوّاد يبتدراني

فمـا تركـا مـن رقيـة يعلمانهـا

ولا سـلــوة إلاّ وقـــد سقـيـانـي

فقـالا شفـاك الله ، والله مـا لنـا

بما حملت منك الضلوع يداني

قال النعمان: ثم شهق شهقة خفيفة كانت نفسه فيها، فنظرتُ إلى وجهه فإذا هو قد قضى فقلت: أيتها العجوز، مَن هذا الفتى منك? قالت: ابني، فقلت: إني أراه قد قضى. يا أماه ، من هو? فقالت: ولدي ، فقلت لها: ما بلغ به ما أرى? قالت: الحبُّ، والله ما سمعت له منذ سنة كلمة ولا أنّ أنّة إلا الساعة ثمّ فتح عينيه مرة أخرى ، وأنشأ يقول:

مـن كـان مـن أمّهاتـي باكيـا أبـدا

فاليـوم إنّـي أرانـي اليـوم مقبوضـا

يسمعننـيـه، فـإنّـي غـيـر سامـعـه

إذ حملت على الأعناق معروضا

ثمّ خفت فمات، فغمّضته وغسّلته، وصليت عليه ودفنته، وقلت للمرأة من هذا، فقالت: هذا قتيل الحبّ . هذا عروة بن حزام .

وقال الرواة: بلغ عفراء خبر وفاة عروة، فقالت ترثيه:

ألا أيها الرَّكبُ الْمُخِبُّون وَيَحْكُمْ

بـحـقٍّ نعَيْـتُـم عُـروةَ بنَ حِــزامِ

فــلا تهـنـأ الفتـيـان بـعـدك لــذة

ولا رجـعـوا مــن غيـبـة بـسـلامِ

وقــلْ للحبـالـى لا ترجَّـيْـنَ غائـبـاً

ولا فــرحـات بــعـده بــغـلامِ

ويقال في رواية أُخرى: إن عفراء عاشت حزينة على عروة حتى لَحِقَتْ به فنقلتْ جَنازَتهَا، ودفنت في قبر إلى جانب قبر عُروةَ؛ فنبتتْ فَوْقَ كلّ قَبْر مِنْ قَبْرَيْهمَاْ شَجَرَة فَلَما صَارَ سَاقَا الشجرتين على ارْتِفاعِ قَامَةٍ؛ التفت الشجَرَتانِ وَتعانقتا في عِناقٍ أَبديّ، فَقالَ الذينَ شاهَدوا الشجَرَتينِ: تآلفا فِي الحياة وَفي الممات.

وبلغ خبر عُروة و عَفراءَ الخليفةَ مُعاويَةَ بنَ أَبي سُفيانَ رَضِيَ الله عَنهما فَقالَ: "لوعلِمت بِحَالِ هَذَيْنِ الْحُرّيْنِ الكريمينِ لجمعت بينهما".

وهذه القصيدة من أروع أشعار الحب العذري ، يقول فيها عروة :







حَيِّ الأَحِبَّةَ، أَسْعِدِ الأَرْوَاحَا

وَاعْقُدْ لِعَفْرَاْءَ الْوِدَاْدَ وِشَاْحَاْ

وانْسِجْ على نَوْلِ الْغَرامِ قَصائِداً

غَزِلاً، عَفِيْفاً، عَاشِقاً، مَدَّاْحَاْ

ذِكْرُ الأَحِبَّةِ؛ للأَحِبَّةِ نِعْمَةٌ

وَالْحُبُّ كَاْنَ، وَمَايَزَاْلُ مُبَاْحَاْ

فَلِذَا عَشِقْتُ، وَمَا مَلَلْتُ مِنَ الْهَوىْ

وَصَنَعْتُ مِنْ خَفْقِ الْفُؤَاْدِ جَنَاْحَاْ

حَتَّىْ أُحَلِّقَ، وَالْغَرَاْمُ يَمُدُّ لِيْ

مَدَداً، فَأُشْعِلُ فِي الدُّجَىْ مِصْبَاْحَاْ

وَتُنِيْرُ لَيْلَ الْعَاْشِقِيْنَ قَصَاْئِدِيْ

فَأَرَىْ بهِ الرُّمَاْنَ؛ والتُّفَاْحَاْ

وَأَقُوْلُ: ياعَفْرَاْءُ! مَا حَالُ الْهَوَىْ؟

وَالْقَلْبُ يَرْقُصُ عَرْضَةً؛ وَسَمَاْحَاْ

وَيْلاهُ مِنْ رَقْصِ الْقُلُوْبِ؛ وَنَبْضِهَا

فَتَحَتْ لَعَمْرُكِ ـ فِي الْفُؤَاْدِ ـ جِرَاْحَاْ

عَفْرَاْءُ! يَا عَفْرَاْءُ! حُبُّكِ قَاْتِلِيْ

وَالْعَاشِقُ الْمَتْبُوْلُ نَاحَ نُوَاْحَاْ

وَأَنَا بِحُبِّكِ يا فَتاتِيْ!! مُدْنَفٌ

أَرِقٌ؛ أَهِيْمُ عَشِيَّةً؛ وَصَبَاْحَاْ

أَلِجُ الْمَعَاْمِعَ بِالغَرامِ مُسَلَّحًا

وَقَدِ امْتَشَقْتُكِ ـ لِلْغَرَاْمِ ـ سِلاحَاْ

مَا لِيْ سِلاحٌ غُيْرُ إِخْلاصِ الَّتِيْ

مَلأَتْ كُؤُوْسِيَ ـ بِالْغَرَاْمِ ـ قُرَاْحَا

أُمْسِيْ، وَأُصْبِحُ، وَاللِّسَاْنُ بِذِكْرِهَاْ

غَرِدٌ؛ يَوَدُّ ـ بِذِكْرِهَاْ ـ الإِصْلاْحَاْ

كَيْ يُصْلِحَ التَّذْكَاْرُ ما قَدْ شَوَّهَتْ

بَعْضُ اللَّيَاْلِيْ خِلْسَةً؛ وَسِفَاْحَاْ

وَأَتُوْبُ تَوْبَةَ عَاْشِقٍ عَرَفَ الْهَوَىْ

حَياًّ، طَرِياًّ، نَاْبِضاً، لَمَّاْحَاْ

َخْلُوْ لَهَاْ، أَخْلُوْ بِهَا، بِحَبِيْبَتِيْ

بَعْدَ الْغِوَاْيَةِ كَيْ أَنَاْلَ فَلاْحَاْ

يَحْلُوْ حِمَاْهَاْ؛ حَيْثُمَاْ كَاْنَ الْحِمَىْ

أَغْدُوْ إِلَيْهِ؛ وَلاْ أَرُوْمُ رَوَاْحَاْ

فَلَكَمْ سَرَيْتُ، لِكَيْ أَحُلَّ قُيُوْدَهَاْ

وَصَنَعْتُ ـ مِنْ حُبِّيْ ـ لَهَاْ ـ مِفْتَاْحَاْ

فَالْحُبُّ رَيْحَاْنُ الْحَيَاْةِ، وَإِنَهُ

يَهْدِيْ ـ إِلَىْ أَجْسَاْدِنَاْ ـ الأَرْوَاْحَاْ

عَبَرَ الضُّلُوْعَ إِلَى الْقُلُوْبِ؛ فَحُرِّرَتْ

إِذْ طَاْرَدَ الأَوْهَاْمَ؛ وَالأَشْبَاْحَاْ

إِنَّ الْمَحَبَّةَ ـ لِلْمُتَيَّمِ ـ بَلْسَمٌ

فِيْهَاْ بَلَغْتُ ـ مِنَ الْهُيَاْمِ ـ نَجَاْحَاْ

فَكَأَنَّهَاْ بَحْرٌ، وَفِيْهِ مَرَاْكِبِيْ

فَرَشَتْ ـ لِعَفْرَاْءَ ـ الْهَوَىْ أَلْوَاْحَاْ

حَتَّىْ إِذَاْ رَكِبَتْ حَرَقْتُ مَرَاْكِبِيْ

وَتَرَكْتُ وَاْحِدَةً ـ لَهَاْ ـ مُلْتَاْحَا

وَأَخَذْتُهَا؛ وَرَحَلْتُ فِيْ بَحْرِ الْمُنَىْ

وَبَقيْتُ ـ في بَحْرِ الْمُنَىْ ـ مَلاَّحَاَ

وَنَشَرْتُ لِلرِّيْحِ الشِّرَاْعَ؛ وَلَمْ أَكُنْ

أَخْشَىْ ـ عَلَىْ مَوْجِ الْبِحَاْرِ ـ رِيَاْحَاْ

تَجْرِيْ، وَأُجْرِيْ ـ فِي الْعُرُوْقِ ـ مَحَبَّةً

وَأَخُطُّ ـ في سِفْرِ الْهَوَىْ ـ إِصْحَاْحَاْ

أَرْمِيْ بِهِ فِيْ وَجْهِ كُلِّ مُنَافِقِ

ظَنَّ الْغَرَاْمَ فُكَاْهَةً؛ وَمُزَاْحَاْ

شَتَّاْنَ بَيْنَ مُهَذَّبٍ؛ وَمُخَرِّبٍ

أَلِفَ الْخِدَاْعَ تَزَلُّفاً؛ وجُنَاحَا

يَحْيَاْ عَلَىْ مَصِّ الدِّمَاْءِ؛ وَلا يَرَىْ

حَرَجاً؛ وَيَفْعَلُ فِعْلَهُ اسْتِقْبَاْحَاْ

أَمَّا أَنَاْ؛ فَأَرَى الْغَرَاْمَ مَكَاْرِماً

دَوْماً ـ لأَصْحَاْبِ الْوِدَاْدِ ـ مُتَاْحَاْ

فَالْحُبُّ نِبْرَاْسٌ يُضِيءُ حَيَاتَنَاْ

وَمِنَ الْمَحَبَّةِ مَاْ يَكُوْنُ صَلاْحَاْ

وَمِنَ الْمَحَبَّةِ مَاْ يُعَدُّ تَزَلُّفاً

وَمِنَ التَّوَلُّهِ مَاْ يَظَلُّ كِفَاْحَاْ

إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلأَحِبَّةِ آيَةٌ

وَمِنَ اللَّكَاْعَةِ أَنْ تَكُوْنَ نُبَاْحَاْ

وَمِنَ الْغَبَاْوَةِ أَنْ نَظُنَّ ـ مُتَيَّماًـ

نَذْلاً يُحِبُّ لِيَحْصِدَ الأَرْبَاْحَاْ

فَالرِّبْحُ في شَرْعِ الْغَرامِ مُحَرَّمٌ

وَأَخُو التِّجَاْرَةِ لَنْ يَنَاْلَ مَرَاْحَا

إِنْ زَاْرَ مَكَّةَ؛ والْمَدِيْنَةَ؛ والصَّفَا

بَلَعَ الصَّفَاْةَ؛ وَأَعْجَزَ النُّصَاْحَاْ

مَاذا يُرِيْدُ الْحَاقِدونَ مِنَ الْهَوَىْ

وَبِهِ سَلَلْتُ ـ عَلى الْعَذُوْلِ ـ صِفَاْحَا

فَقَطَعْتُ أَنْفَاْسَ الْحَسُودِ بِعِشْقِ مَنْ

مَلأَتْ ـ بِعِشْقِي ـ الْقَلْبَ وَالأَقْدَاْحَاْ

وَشَرِبْتُ مِنْ كَأْسِ الْمَحَبَّةِ فَارْتَوَتْ

نَفْسِيْ، وَرُمْتُ ـ مِنَ الأَقَاْحِ ـ أُقَاْحَا

وَرَأَيْتُ أَعْطَرَ وَرْدَةٍ، فَلَثَمْتُهَاْ

حُباّ،ً وَكُنْتُ مُغَاْمِراً طَمَّاْحَا

فَقَنِعْتُ أَنِّيْ قَدْ بَلَغْتُ بِعِطْرِهَاْ

أَرَبِيْ، وَعَنْهَاْ مَا الْتَمَسْتُ بَرَاْحَاْ

بَرْحَىْ؛ وَمَرْحَى؛ قَدْ بَلَغْتُ بِعِطْرِهَاْ

قِمَماً ظَوَاْهِرَ تُرْتَجَىْ، وَبِطَاْحَاْ

وَقَصَرْتُ طَرْفِيْ عَنْ سِوَىْ مَحْبُوْبَتِيْ

وَرَأَيْتُ طَرْفَ حَبِيْبَتِيْ ذَبَّاْحَاْ

لَمَّاْ نَظَرْتُ ـ وَقَاْبَلَتْ نَظَرَاْتُهَاْ

صَباًّ ـ هَجَمْتُ؛ وَمَاْ خَشَيْتُ رِمَاْحَاْ

وَرَشَفْتُ ـ مِنْ نَبْعِ الْمَحَبَّةِ ـ بَلْسَماً

وَهَجَرْتُ مَاْءَ لَكَاْعَةٍ ضَحْضَاْحَاْ

وَغَدَوْتُ أَطْوِي الأَرْضَ طَياًّ؛ عَلَّنِيْ

أَصِلُ الْمَهَاْةَ؛ عَشِيَّةً وَصَبَاْحَاْ

حَتَّىْ نُطَوِّرُ في مَيَادِيْنِ الْهَوِىْ

عِشْقاً ـ لِكُلِّ فَضِيْلَةٍ ـ سَيَّاْحَاْ

وتَمُدُّ لِيْ ـ عَفْرَاْءُ ـ أَسْبَاْبَ الْمُنَىْ

فَأَصُوْغُ ـ مِنْ أَحْزَاْنِهَاْ ـ الأَفْرَاْحَاْ

وَأَخُطُّ ـ فِيْ سِفْرِ الْغَرَاْمِ ـ مَكَاْرِمًا

أَعْيَاْ ـ لَعَمْرُكَ ـ نَصُّهَا الشُّرَاْحَاْ

شَرْحُ الْمَحَبَّةِ ـ بِالْحَوَاْشِيْ ـ مُعْجِزٌ

فِيْهِ اخْتَبَرْتُ الْعَيْنَ؛ وَالْمِصْبَاْحَاْ

وَبِهِ اخْتَبَرْتُ التَّاْجَ ؛ والْكُتُبَ الَّتِيْ

كُتِبَتْ؛ فَكَاْنَتْ بِالشُّرُوْحِ شِحَاْحَاْ

بَحْرُ الْعَوَاْطِفِ؛ بِالْمَعَاْنِيْ زَاْخِرٌ

وَمِنَ الْعَوَاْطِفِ؛ لاأُرِيْدُ سَرَاْحَاْ

يَاْ حَبَّذَاْ عَفْرَاْءُ؛ إِنْ هَبَّ الْهَوَىْ

وَرَأَيْتُ نُوْرَ جَمَاْلِهَاْ وَضَّاْحَاْ

وَتَوَاْصَلَ الْقَلْبَاْنِ بِالْعِشْقِ الذِيْ

يَحْمِي الْمُنَىْ؛ وَيُقَاْوِمُ السَّفَّاْحَاْ

وَيُعَطِّرُ الْعَيْشَ الْمُعَطَّرَ بِالشَّذَاْْ

فَيَفُوْحُ فِيْهِ عَبِيْرُهُ فَوَّاْحَاْ

وَيُبَاْرِكُ الْبَدْرُ الْمُنِيْرُ غَرَاْمَنَاْ

وَالْحُبُّ يَجْرِيْ ـ حَوْلَنَاْ ـ طَفَّاْحَاْ

وَالنَّجْمُ يَرْقُصُ فِيْ السَّمَاْءِ كَأَنَّهُ

يَرْعَىْ غَرَاْمَ قُلُوْبِنَاْ مُرْتَاْحَاْ

عُرسُ الطَّبِيْعَةِ قَدْ تَلأَلأَ نُوْرُهُ

لَيْلاً؛ فَصَاْرَ مَسَاْؤُنَاْ إِصْبَاْحَاْ

وَالْوَرْدُ قَطَّرَ مِنْ مَآقِيْهِ النَّدَىْ

فارْتَاْحَ مِنْ عَبِّ النَّدَىْ، وَأَرَاْحَاْ

وَالشِّيْحُ قَدَّمَ لِلأَحِبَّةِ عِطْرَهُ

وَالْيَاْسَمِيْنُ عَلَى الْعَرَاْئِشِ لاْحَاْ

وَالْمَاْءُ صَفَّقَ فِيْ الْجَدَاْوِلِ هَاْدِراً

وَالدِّيْكُ فِيْ فَجْرِ الْمُنَىْ قَدْ صَاْحَاْ

فَطَرِبْتُ كَالْمَبْهُوْرِ مِنْ شَهْدِ اْللَمَىْ

وَرَشَفْتُ مِنْ ثَغْرِ الْحَبِيْبِ الرَّاْحَاْ

فَسَقَيْتُهُ ؛ وَسُقِيْتُ رَاحَ رُضَاْبِهِ

عَسَلاً شَهِيًّا لِلْحَبِيْبِ مُتَاْحَاْ

قَدْ خَصَّنِّيْ ـ وَشَكَرْتُه ُـ بَرَحِيْقِهِ

سَمْحاً وَسَاْمَحْتُ الْحَبِيْبَ سَمَاْحَاْ

وَضَمَمْتُهُ ضَمًّا إِلَىْ صَدْرِيْ؛ وَقَدْ

ظَنَّ الْجُفُوْنَ النَّاْعِسَاْتِ صِحَاْحَاْ

فَأَرَيْتُهُ نَاراً تَلَظَّىْ كُلَّمَاْ

كَبَحُوْا ـ مِنَ الْحُبِّ الْعَفِيْفِ ـ جِمَاْحَاْ

فَرَثَىْ لِحَاْلِيْ حِيْنَمَاْ أَبْلَغْتُهُ

شَوْقاً تَضَاْعَفَ، فَاسْتَرَاْحَ؛ وَرَاْحَاْ

وَأَفَاْدَنِيْ: أَنَّ الْعَوَاْذِلَ حَوْلَهُ

رَشُّوْا عَلَىْ زَهْرِ الْمُنَىْ الأَمْلاْحَاْ

حَرَقُواْ بِمِلْحِ الْعَذْلِ زَهْرَ غَرَاْمِنَاْ

وَعَلَيْهِ رَدُّوْا في الْقُبُوْرِ صِفَاْحَاْ

فَهَتَفْتُ: يَاْعَفْرَاْءُ؛ حُبُّكِ خَاْلِدٌ



يُمْسِيْ وَيُصْبِحُ؛ شَاْدِياً صَدَّاْحَاْ



................................



هذه تحياتي

الطيب الشنهوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من روائع حكايات الحب العذري ( عروة وعفراء)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحب العذري
» من أقوال الشعراء في الحب العذري
» قصيدة "حَيِّ الأَحِبَّةَ ".. عروة عاشق عفراء
» من حكايات الصالحين
» من حكايات السلف ( رزقنا على الله )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطيب الشنهوري :: منتدى الشـــــــــــعر والقصه القصيرة-
انتقل الى: