كذب عليّ فأحببتُ أن أخزيه

( كذب عليّ ،، فأحببتُ أن أخزيه ) :
******************************
عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ; أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين ، فكرهوه ، فعزله عمر ، فخافوا أن يرده عليهم .
فقال دهقانهم : إن فعلتم ما آمركم به ، لم يرده علينا .
قالوا : مرنا .
قال : تجمعون مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر ، فأقول : إن المغيرة اختان هذا ، ودفعه إلىّ ،،، فجمعوا له مائة ألف ،
وأتى عمر ، وقال له : إنّ المغيرة اختان هذا ودفعه إليّ ؛
فدعا عمر المغيرة ، وقال : ما يقول هذا ؟
قال : كذب ،،، إنما كانت مائتي ألف .
قال عمر : فما حملك على ذلك ؟
قال : العيال والحاجة .
فقال عمر للعلج : ما تقول ؟
قال : والله لأصدقنّك ،،، والله ما دفع إلىّ قليلاً و لا كثيراً .
فقال عمر للمغيرة : ما أردت إلى هذا ؟
قال : الخبيث ،، كذب عليّ ، فأحببتُ أن أخزيه.
[[ المغيرة بن شعبة الثقفى ،،، الأمير ، الفاتح ،،، كان من كبار الصحابة ، أسلم في عام الخندق ،،
شهد بيعة الرضوان ، الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، وأثنى الله سبحانه وتعالى عليهم بالخير ، وأخبر أنه رضي عنهم ، { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } . الفتح 18 .
لما بعثت قريش ـــ في عام الحديبية ( في ذي القعدة 6 هـ ) ــــ عروة بن مسعود الثقفي إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه ، أتاه ، فكلمه ، وجعل يمس لحيته ، وكان المغيرة قائما على رأس النبي صلى الله عليه وسلم مقنعا في الحديد ، فقال لعروة ( عمه ) : كف يدك قبل أن لا تصل إليك ،
فقال ( أى عروة ) : من ذا يا محمد ؟ ما أفظه وأغلظه ،
قال سيدنا : " ابن أخيك ، المغيرة بن شعبة " ،
فقال : يا غُدَر ، والله ما غسلتُ عني سوءتك إلا بالأمس .
وكان المغيرة من أولي الشجاعة والمكيدة والمكر والدهاء ،
عن الشعبي : سمعت قبيصة بن جابر يقول :
صحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب ، لا يخرج من باب منها إلا بمكر ، لخرج من أبوابها كلها .
وعن الزهري قال : كان دهاة الناس في الفتنة خمسة :
فمن قريش : عمرو ، ومعاوية ،
ومن المهاجرين : عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ،
ومن الأنصار : قيس بن سعد ،
ومن ثقيف : المغيرة بن شعبة ،،،
فكان مع علي قيس وابن بديل ،،، واعتزل المغيرة .
كانت أول مشاهده رضي الله عنه : الحديبية ، ثم شهد اليمامة ، وفتوح الشام ، والقادسية ، ونهاوند ، وهمدان ، وغيرها .
قال الليث : كانت وقعة أذربيجان ، وأميرها المغيرة بن شعبة
ولاّه عمر بن الخطاب البصرة ثم ولاه الكوفة وأقرّه عثمان ثم عزله ، فلمّا قُتِل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر الحكمين ، وبايع معاوية بعد اجتماع الناس عليه ، ثم ولاه الكوفة ، فاستمر عليها حتى توفي فيها في سنة ( 50 هـ ) ، وله سبعون سنة .
قال عبد الملك بن عمير : رأيت زيادا واقفا على قبر المغيرة يقول :
إن تحت الأحجار حزما وعزما *** وخصيما ألد ذا معلاق
حية في الوجار أربد لا ينفــــــــــــــــــع منه السليم نفثة راق
رضي الله عن أبى محمد المغيرة بن شعبة الثقفي ، وسلام عليه في الخالدين . ]]
من طرائف الصحابة والتابعين
صلاح جاد سلام
.