ويح وأخواتها
.........................
لويح ثلاث أخوات : ويل،و ويب،و ويس
أولا : " ويح " :
المشهور أنها كلمة رحمة تقال لمن وقع في بلية يقصد بها الدعاء له بالرحمة والتخلص من بليته، كما قال -صلى الله عليه وسلم - :" ويحَ ابن سمية تقتله الفئة الباغية"
فقد قالها النبي- صلى الله عليه وسلم- لعمار بن ياسر الصحابي الجليل توجعا له وترحما عليه.
....................................
ثانيا :"ويل ، وويب " :
فكل منهما معناهما العذاب وتقال غالباً لكل من وقع في هلكة لا يُترحم عليه، ألا ترى أن الويل في القرآن لمستحقي العذاب،قال تعالى:" ويلٌ لكل همزة لمزة "
وقد تُستعمل " ويل " في المدح كما قال المتنخل الهذلي يرثي ولده أثيلة:
ويلِمه رجلا يأتي به غَبَنا : إذا تجرد لا خالٌ ولا بَخِلُ
فهذا التركيب هنا مدح جاء بلفظ الذم ،كما يقال : أخزاه الله ما أشعره.
وكأنهم قصدوا من ذلك أن الشيء إذا رآه الإنسان فأثنى عليه وخشي أن تصيبه العين،فيعدل عن مدحه إلى ذمه خوفا عليه من الأذى.
وفي بلاغة العرب : تأكيد المدح بما يشبه الذم
كقوله – صلى الله عليه وسلم – ( أنا أفصح العرب , بيد أني من قريش )
وكذلك ف" ويب " قد تستعمل في التعجب فيقال :" ويبا لهذا الأمر" أي عجبا.
................................
ثالثا :" ويس "
كلمة تستعمل في موضع الرأفة والاستملاح وتقال للصبي، فتقول : ويسه ما أملحه !
قال أبو حاتم :" أما ويسك ، فإنه لا تُقال إلا للصبيان"
............................................
إعراب هذه الألفاظ الأربعة:
إذا جاءت مرفوعة فهي مبتدأ، وخبره المتعلق المحذوف لشبه الجملة التي جاءت بعده.
والذي سوغ الابتداء بها وكلها نكرات : إما التعظيم المفهوم من التنوين ،وإما أنها أقيمت مقام الدعاء،وإما أنها جرت مجرى الأمثال،وإما وضوحها. ( على خلاف بين النحاة )
.................................
وقد تأتي منصوبة ،كما في قولنا : ويحاً لفلان أو ويلاً أو ويباً،أو ويساً له.
و في هذه الحالة تكون مفعول به لفعل محذوف تقديره ألزمه الله ويحاً ..
- هذا إذا لم تُضَف ، أما إذا أُضيفت فلا يجوز رفعها أبدا ، ولكن تكون منصوبة على الإعراب السابق ، قال تعالى :" ويلَكم لا تفتروا على الله كذبا "
- أما الأفعال :" تعساً،وبُعداً،وتباً " فكل منها مفعول به لفعل محذوف تقديره ألزمه.
ولا يجوز إضافتها البتة ،فلا يُقال : تعسه ،ولا بُعد فلان ..إلخ
ويقال :
ويلِمه رجلاً. بكسر اللام وويلُمه رجلا . بضمها
ورجلٌ ويلُمه .
يعني أن هذا الرجل فَطِنٌ داهٍ بالأمور.
.............................................
فائدة :
.....................................
الويح والويل والويب والويس كلها مصادر لا أفعال لها ... قال ابن جني رحمه الله :" امتنعوا من استعمال أفعالها لأن القياس نفاه ومنع منه ،وذلك لأنه لو صُرف الفعل منها لوجب اعتلال فائه وعينه فتحاموا استعماله لما كان يعقب من اجتماع إعلالين "