نادرةٌ لطيفة
قيلَ إنَّ بعضَ وفودِ العربِ قَدِموا على عمرَ بنِ عبد العزيز رضي الله عنه
وكان فيهم شابٌّ ، فقامَ وتقدَّمَ وقال :
يا أميرَ المؤمنين ، أصابَتْنا سنونَ ، سنةٌ أذابَتِ الشَّحْمَ ، وسنةٌ أكلَتِ اللحم ،
وسنةٌ أذابَتِ العَظْم ، وفي أيديكُم فضولُ أموالٍ ، فإنْ كانتْ لنا فعلامَ
تمنعونَها عنّا ، وإنْ كانتْ للهِ فَفَرِّقوها على عبادِ الله ، وإنْ كانتْ لكم
فتَصَدَّقوا بِها علينا ، إنَّ اللهَ يَجْزي الْمُتَصَدِّقين ،
فقالَ عمرُ بن عبد العزيز : ما تركَ الأعرابيُّ لنا عُذْراً في واحدة ..
ووَقفَ أعرابيٌّ على حَلْقَةِ الحسنِ البصريّ فقال :
رحمَ اللهُ مَنْ تَصَدَّقَ مِن فَضْل ، أو وَاسَى مِن كَفاف ، أو آثَرَ مِن قُوْت ،
فقال الحسن البصري : ما تركَ الأعرابيُّ أحداً منكم حتى عمَّهُ بالسُّؤال .
قلتُ : هذا النَّوعُ سمَّاه البَدِيْعِيُّون بالتَّقْسيم .
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي