في ذم الهَوَى

في ذم الهَوَى
.
قِيْلَ : ( الهَوَى هَوَانٌ ، وَلَكِنْ غًلِط َباسْمِهِ).

وَسُئِلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَنِ الْهَوَى ، فَقَالَ : (هَوَانٌ سُرِقَتْ نُونُهُ )

وَقَدِيْماَ نَظَمَ الشُّعَراءُ فِي هَذا المَعْنَى ، وَمِنْ ذَلِكَ:
نُونُ الهَوَان ِمِنَ الهَوَى مَسْروقة ٌ
------------- فإذا هَويْتَ فقدْ لَقِيْتَ هَوانا
وَمِثلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
نُونُ الهَوَان ِمِنَ الهَوَى مَسْروقة ٌ
------------ وَحَلِيْفُ كُلِّ هَوىً حَلِيْفُ هَوان
وَمِثلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
نُونُ الهَوَانِ مِنَ الهَوَى مَسْرُوقَة ٌ
------------ فصَريْعُ كُلَّ هَوَىً صَريْعُ هَوانِ
وَقوْلُ أبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّاذلِيّ العَيْدَروس:
نُونُ الهَوَانِ مِنَ الهَوَى مَسْرُوقَة ٌ
------------ فلَرُبّ عـــــالٍ صارَ مِنْهُ ذَلِيْلا
وَلَرُبّ مُنْتَحِـلِ العبــــــادَةِ عاقـــل
------------ ذاق الهَوَى حَتَّى تَرَكَهُ جَهُولا
وَجاءَ فِي"التَّمْثِيلِ وَالمُحاضَرَة" لِلثعالِبيّ مَنسُوباً لِعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاهَر:
نُونُ الهَوَانِ مِنَ الهَوَى مَحْذوفَة ُ
----------- فإذا هَويْتَ فقدْ لَقِيْتَ هَوانا
وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَسألْتُها بإشـــــــارَةٍ عَنْ حـــالِها
-------------- وَعَليَّ فِيْها لِلوشـاةِ عُيُونُ
فتَنَفَّسَتْ صَعداً وقالتْ : ما الهَوَى
-------------- إلّا هَـوانٌ زالَ عنهُ النُّونُ
وَقَالُ أبُو تَمَّام :
وَإذا هَويْتَ فقـدْ تَعَبَّـــدكَ الهَـــوَى
------------ فاخْضَعْ لإلْفِكَ كائِناً مَنْ كانا
إنَّ الهَوانَ هُو الهَوى نقصَ اسْمُهُ
------------ فـإذا هَويْتَ فقـدْ لَقِيْتَ هَوانا
وقالَ شاعِرٌ فِي المَعْنَى نَفْسِه ِ، معَ اخْتِلافٍ فِي اللّفظِ :
إنّ الهَوَى لَهُو الهَوانُ بعَيْنِهِ
------------ فإذا هَويْتَ فقدْ كسبت هَوانا
إذا هَويْتَ فقدْ تعَبَّـدَكَ الهَوَى
------------ فاخْضَعْ لِحِبِّكَ كائِناً مَنْ كانا
وَيَقُولُ الأصْمَعَيُّ :
سَمِعْتُ رَجُلاً يُنشِدُ :
إنّ الهَوانَ هُو الهَوَى قلِبَ اسْمُهُ
----------- فـإذا هَويْتَ فقـدْ لَقِيْتَ هَوانا
وَقَالُ شّاعِرٌ:
إنَّ الهَوَى لَهُوَ الهَوانُ بعَيْنِهِ
----------- فاخْضَعْ إذا يَوْماً عَلِقْتَ حَبِيْبا
وَمِنْ أبْلَغ ِما قالَهُ النَّاسُ فِي ذمِّ الهَوَى :
- آفة ُالرَّأي الهَوَى .
- الهَوَى شَريْكُ العَمَى .
- الرَّأي نائِمٌ وَالهَوَى يَقظانٌ .
- أشْجَعُ النَّاسِ أقهَرُهُم لِهَواهُ .
- أكْثرُ الصَّوابِ فِي مُخالَفةِ الهَوَى .
- مَنْ أطاعَ هَواهُ أعْطَى عَدوَّهُ مُناهُ .
- كَمْ مِنْ عَقْلٍ كَبِيْرٍ ٍأسِيْرٍ عِنْدَ هَوَىً حَقِيْرٍ .
- أكْثرُ النَّاسِ افتِضاحاً أكْثرُهُم فِي هَواهِ جِماحاً .
وتأكيداً لهذِهِ الأقوال وَالمَعانِي البليغةِ فِي ذمِّ الهَوَى ، قالَ الشّاعِرُ:
إذا طالَبَتْكَ النّفْسُ يَـوْماً بشَهْـوةٍ
------------ وَكـانَ عَليْها للخِلافِ طريْقُ
فخالِفْ هَواها ما اسْتَطَعْتَ فإنّما
------------ هَوَاك عَدوٌّ وَالخِلافُ صَدِيْقُ
وَقالَ آخرُ:
إذا أنْتَ لمْ تَعْصِ الهَوَى قادَكَ الهَوَى
------------------- إلَى بَعْضِ ما فِيْهِ عَلَيْكَ مَقالُ