مَعَ حَدِيْثٍ نَبَويٍّ ..
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى وَهُو َثَقِيلٌ، فَذَهَبَتْ امْرَأَتُهُ لِتَبْكِيَ أَو ْتَهُمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو مُوسَى:
أَمَا سَمِعْتِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟
قَالَتْ: بَلَى .
قَالَ : فَسَكَتَتْ ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو مُوسَى قَالَ يَزِيدُ: لَقِيتُ الْمَرْأَةَ فَقُلْتُ لَهَا
مَا قَوْلُ أَبِي مُوسَى لَكِ ؟ أَمَا سَمِعْتِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟
ثُمَّ سَكَتَتْ ، وَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
« لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وَمَنْ سَلَقَ وَمَنْ خَرَقَ » ..
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ، وَصَحَّحَهُ الشَّيْخُ الألْبانِيّ .
اللُّغَوِيَّات وَالشّرْحُ :
------------------
جاءَ فِي"عَوْن المَعْبُود" لِمحَمَّدٍ شَمْسِ الحَقِّ العَظِيْمِ آبادِيِّ :
* (وَهُوَ ثَقِيلٌ) : أَيْ مَرِيضٌ.
* (أَوْ تَهُمَّ) بِتَشْدِيدِ"الْمِيمِ" أَيْ: لِتَقْصِدَ الْبُكَاءَ وَنَسْتَعِذَ بِهِ
* (لَيْسَ مِنَّا) أَيْ: مِنْ أَهْلِ سُنَّتِنَا وَطَرِيقَتِنَا ، وَالْمُرَادُ الْوَعِيدُ وَالتَّغْلِيظُ الشَّدِيدُ فِي حَقِّ
مَنْ حَصلَ مِنْهُ ذلِكَ .
* (مَنْ حَلَقَ ) شَعْرُهُ
*(وَمَنْ سَلَقَ) صَوْتُهُ ، أَيْ: رَفَعَهُ ،" السَّالِقَةُ وَالصَّالِقَةُ " لُغَتَانِ ، هِيَ الَّتِي تَرْفَعُ صَوْتَهَا
عِنْدَ الْمُصِيبَةِ .. وَعَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ : الصَّلْقُ ضَرْبُ الْوَجْهِ .
* (وَمَنْ خَرَقَ) أَيْ: قَطْعَ ثَوْبَهُ بِالْمُصِيبَةِ .. قَالَ الْقَارِيُّ :
(وَكَانَ الْجَمِيعُ مِنْ صَنِيعِ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَغْلَبِ الْأَحْوَالِ مِنْ صَنِيعِ النِّسَاء) ِ.