شَهْرُ رَجَب ..
شَهْرُ رَجَب هُوأحَدُ الأشْهُرِالحُرُمِ ، قالَ اللهُ تَعالَى فِي سُورَةِ"التَّوْبَة"36:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } ..
س . ما الأشْهُرُالحُرُمُ ؟
رَوَى البُخارِيّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
« السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ :
ذُو الْقَعْدَةِ وَذُوالْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَرَجَبُ مُضَرَالَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ » .
س . وَلِماذا سُمِّيَتْ بهَذا الاسْم ِ؟
سُمِّيَتْ هذِهِ الأشْهُرُ بالأشْهُرِالحُرُمِ "جَمْعُ حَرامٍ"لأمْرَيْنِ :
(1) لِتَحْرِيْم ِالقِتالِ فِيْها إلَّا أنْ يَبْدَأ العَدُوّ ، قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ"البَقَرَة"217:
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} ..
فدَلَّ ذلِكَ عَلَى أنَّهُ مُحَرَّم فِيْها القِتالُ ، وَذَلِكِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ لِعِبادِهِ حَتَّى يُسافِروا
فِيْها فَيَحُجُّوا وَيَعْتَمِروا.. يَقُولُ الشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيْزِبنُ بازًرَحمَهُ اللهُ :
(وَاخْتَلَفَ العُلَماءُ : هَلْ حُرْمَة ُالقِتالِ فِيْها باقِيَة ٌ، أوْنُسِخَتْ ؟ عَلَى قَوْلَيْن :
* الجُمْهُور:
عَلَى أنَّها نُسِخَتْ ، وَأنّ تَحْرِيْمَ القِتالِ فِيْها نُسِخَ .
* وَقَوْلٌ آخَرٌ:
أنَّها باقِيَة ٌوَلَمْ تُنْسَخ ُ، وَأنَّ التَّحْرِيْمَ فِيْها باقٍ وَلا يَزالُ ، وَهَذا القوْلُ أظْهَرُمِنْ
جِهَةِ الدَّلِيْلِ ) اهـ .
(2) لأنَّ حُرْمَة َانْتِهاكِ المِحَارم ِ فِيْها أشَدُّ مِنْ غَيْرِها ؛وَلِهَذا نَهانا اللهُ تَعالَى
عَنِ ارْتِكابِ المَعاصِي فِي هذِهِ الأشْهُرِ فقالَ : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } ..
مَعَ أنَّ ارْتِكابِ المَعْصِيَةِ مُحَرَّمٌ وَمَنْهِيٌّ عَنْهُ فِي هذِهِ الأشْهُرِ وَفِي غَيْرِها , إلا
أنَّهُ فِي هذِهِ الأشْهُرِ أشَدُّ تَحْرِيْماً .
قال الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَن السَّعْدِي رَحمَهُ اللهُ :
({فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } يُحْتَمَلُ أنَّ الضَّمِيْرَ يَعُودُ إلَى الاثْنَي عَشرَشْهْراً
وَأنَّ اللّهَ تَعالَى بَيَّنَ أنَّهُ جَعَلَها مَقَادِيْرَ لِلْعِبادِ , وَأنْ تَعْمُرَ بطاعَتِهِ , وَيَشْكُرُاللّهَ
تَعَالَى عَلَى مِنَّتِهِ بها , وَتَقْييضِها لِمَصالِح ِالعِبادِ , فلْتَحْذَروا مِنْ ظُلْم ِأنْفُسِكُم فِيْها ..
وَيُحْتَمَلُ أنَّ الضَّمِيْرَ يَعُودُ إلَى الأرْبَعَةِ الحُرُم ِ, وأنَّ هَذا نَهْي لَهُم عَنِ الظُّلْم ِفِيْها
خُصُوصاً ، مَعَ النَّهْي عَنِ الظُّلْم ِفِي كُلِّ وَقْتٍ , لِزِيادَةِ تَحْرِيْمِها , وَكَوْنِ الظُّلْم
فِيْها أشَدَّ مِنْهُ فِي غَيْرها) اهـ .
أعانَنا اللهُ - وَإيَّاكُم - عَلَى الطَّاعاتِ ..