أبكي بعادَك أم أبكي تَلاقينا ؟!
كلُّ الذي بيننا ما انفكَّ يُبكينا
.
تمضي السنونُ كأنّا لم نُبالِ بها
لا نحنُ مُتنا ولا ماتَ الهوى فينا
.
أصابنا الحزنُ يا ليلَى ويا أسَفا
ليتَ (المصائبَ يجمعنَ المُصابينا)
.
نستعذبُ الحزنَ في أرواحِنا بدلًا
كأنّنا قدْ أقمْنا للأسى دينا
.
قالوا تمنَّ وعشْ حلمًا فقلتُ لهمْ
تَعرقلَ الحلمُ واصفرّتْ أمانينا
.
وضيّعَتنا تقاليدٌ مُخادِعةٌ
وماتَ آخرُ قنديلٍ يُواسينا
.
والليلُ ما الليلُ إلا نصفُ أغنيةٍ
تأتي ليكملَها دمعُ المُحبّينا
.
ما زلتُ أسلكُ خطوَ الآهِ مُنكسرًا
حتى حُسِبتُ أنا - قل كيف - مجنونا
.
وحْدي أُطبّبُ والأيامُ تشهدُ لِي
تسعينَ جرحًا بقلبي أو يزيدونا
.
ساعٍ بكلِّ طريقٍ لستُ أعرفُه
ألقّنُ الشعرَ والأحزانَ تلْقينا
.
أغدو بجسمٍ نحيلٍ غيرَ أنّ دمي
يتلُو الصلاةَ لأرواحِ النبيّينا
.
شعر : محمود حسان