سلوها
سلوها لماذا غير السقم حالها
ترى شغفت حبا والا فما لها
تبدل ذاك الورد بالورس وانطفا
سناها ورقت فهي تحكي خيالها
اظن هوى الغزلان قد هد حيلها
فاني رأيت الريم يوماً حيالها
تناجيه سراً وهي في زيّ واله
فخلت أخاها كان أو كان خالها
فيا حب غلغل في صميم فؤادها
ويا رب لا تعطف عليها غزالها
ويا حبها باللَه كن متدللاً
وزدها كما كانت تزيد دلالها
وبالغ رعاك اللَه في طول هجرها
فكم هجرت صبا يروم وصالها
وكم من عليل في هواها لقد قضى
غراماً وما القت لبلواه بالها
وكم من عزيز ذي اباء ونجدة
فلو مدّ باعاً للنجوم لطالها
دعاه هواها واهي العزم باليا
ذليلاً فولى وهو يشكو ملالها
ولكن ارحها بعض حين فانني
شمت بها والقلب يأبى زوالها
ومن حب لم يبغض ولو حب هاجرا
فقد رق قلبي مذ رأيت هزالها
عسى أنها من بعد ان ذاقت الهوى
تنوح على من كان يهوى جمالها
وتذكر اذ كانت وللحسن عزة
ترى مهج العشاق صرعى قبالها
فتبكي زماناً فيه ابكت بصدّها
عيوناً تولاها الاسى فأسالها
ولعت بها حيناً من الدهر لم أفز
بساعة لطف كنت أرج نوالها
ولو عطفت يوماً علي بزورة
لقبّلت حتى بالعيون نعالها
ولكنها جارت وللجور عودة
على اهله لن يستطيعوا نزالها
صبرت عليها صبر حر فلم يفد
ولو رامها ذو خدعة لاستمالها
ولمّا بلغت اليأس من نيل وصلها
فررت بنفسي لا عليها ولا لها
وقلت لقلبي وهو يذكر عهدها
رويدك هذى بغية لن تنالها
تركت هواها واشتغلت بغيرها
ومن قطعت حبلي قطعت حبالها
* الشاعر عبدالحميد الرافعي