مع إطلالة الفجر وجدتُني أكتب لرسول الله :
قلبي والضياء
شعر / أحمد معروف شلبي
ـــــــــــــــ
سلوا قلبي ـ إذا ما الليل جَنَّا ـ
أرام البـــــدرَ؟ أم بسنـاه جُـنَّا؟
سلوهُ :ـ أوَحْدَهُ ـ يبغي جمالا
يهيـمُ به الــورى : إنسًا وجِنا
لقد أوجَعْتـَني ـ يا قلبُ حتى ـ
كأنـَّـكَ مَنْ على رُوحي تجنى
** ** **
أتحسَبُ ـ إن تظنَّ هوىً ـ يقينًا
وإنْ طاف اليقينُ حسبتَ ظنَّا
تروحُ وتغتــدي في كــلِّ وادٍ
وتبــقى عاثـــرا قلِقـًا مُعَــنَّى
فيا لكَ طـــائرًا أرِقـًا شـــريدًا
إذا ما الطيرُ أمسى مطمَئـنَّا
فباسْم الله حـطَّ على غصونٍ
وباسْم محمدٍ ـ طربا ـ تَغنَّى
** ** **
لقد ضحك الحمــــامُ لناظريهِ
ولمـا غاب ـ عنه ـ بكى وأنَّا
وقـد نسجت ـ لديهِ ـ عنكبوتٌ
ببـاب الغـار إعجــــازا وفنَّا
تحنُّ له المنـــابرُ ـ كلَّ حينٍ ـ
كما ـ شوقا ـ بكى جِذْعٌ وحنَّا
وكم ـ في رَكْبِه ـ يندى غمامٌ
وتـُمطـرُه السما ســلوَى ومَنَّا
وكم مِنْ ـ كفِّه ـ سالت عطايا
وليست ـ إذ تفيضُ ـ أذىً ومَنَّا
** ** **
حبيبَ الله يا عـــونَ البرايا
أعِــنَّا ـ في مآسيـــنا ـ أعِـــــنّا
فمنذُ هوَتْ منـــاراتٌ وحلَّتْ
بنا الظلــماتُ ما ـ يـــومًا ـ أمِنَّا
وقد ضلتْ عقولٌ في الدياجي
فأمسى المـــرءُ ينـسى ما تمنَّى
يعِزُّ بك الحمى ـ مادُمتَ فيه ـ
وحين مضيـتَ عنهُ هوَى وهُنَّا
تكاثفَتِ الخطوبُ .. فلا تدَعْنا
فإنـَّـك سيِّــــــدٌ فيـــــنا ومِـــــنَّا
** ** **
رسولَ اللهِ يا وجــــهًا سَنِـــيًّا
إذا ما طيـــفـُهُ ـ كالحُلم ـ عَنَّا
كأنَّك ـ مُشرقًا ـ قمرٌ وشمسٌ
فمَنْ ـ لو لحظةً ـ يخفيكَ عنّا؟
إذا انشقَّ الضياء وفاض عِطرٌ
فقـلبي يحتــسي دَنــًّــا فـــدَنَّا
وإن سألوهُ هام .. ولا يبــالي
أرام البـــــدرَ أم بسنـــاه جُنَّا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد معروف شلبي
21 ـ3 ـ 2017 م