"لا حول ولا قوة إلا بالله"..كنز من كنوز الجنة:
=======================
( أكثروا من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فهي تفتح الأقفال المحكمة، وتمهد الطرق الوعرة،وهي كنز من كنوز الجنة..وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي ذر -رضي الله عنه-قال: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة"، قلت بلى يا رسول الله، قال:" لا حول ولا قوة إلا بالله".
وقرأت لكم هذه الحكاية التي ذكرها عدد من الرواة ومنهم"الطبري وابن أبي حاتم والثعلبي والقرطبي وابن كثير و ابن حجروغيرهم " : "ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام -وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالك ذهب معك غازيًا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ لقد عاد الجيش ولم يعد مالك رضي الله عنه، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله). وذهب الرجل إلى زوجته، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟
قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول:" لا حول ولا قوة إلا بالله. "
فقالت المرأة المؤمنة الصابرة: لقد صدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم ، وجلسا يذكران الله بقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا أوثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي، وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتّسع شيئًا فشيئًا حتى أخرجت منها يديّ وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟! فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها.
وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره
قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا ": ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )"الطلاق 2-3").