قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
" مالك ، وما مالك ؟
وهل موجود مثل ذلك ؟!
لو كان حديدا لكان قيدا ، ولو كان حجرا لكان صلدا ، على مثله فلتبكي البواكي ."
فقئت عينه يوم اليرموك ... وقاتل قتال الأبطال .
إنه العظيم البطل الحقيقي الأشتر مالك بن حارث النخعي ملك العرب ..
تعقب مع خالد بن الوليد فلول الروم بعد موقعة اليرموك فأدركهم في غوطة دمشق ، وتقدم إليهم الأشتر في رجال من المسلمين فإذا أمامهم رجل من الروم عظيم الجسم ، واتجه الأشتر إليه فوثب عليه ، واستوى هو والرومي على صخرة مستوية فتبادلا الضرب بالسيف ، فقطع الأشتر كف الرومي ، وضرب الرومي الأشتر بسيفه فلم يضره .
واعتنق كل واحد منهما صاحبه ، ثم انحدرا والأشتر يردد { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيك لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ } ... ولم يزل يرددها حتى انتهى إلى مستوى الجبل ، فلما استقر وثب على الرومي فقتله ، وصاح في المسلمين أن يتجاوزوا .
وكان الأشتر ذا بلاء حسن في اليرموك ، قتل ثلاثة عشر فارسا ، وصعد خالد والمسلمون الثنية راكبين حتى هبطوا نحو الشرق ، وأشاعوا النكاية في الروم الفارين في سائر البلاد ، فعاد يقتلهم في القرى والأودية والجبال والشعاب والسهول ، حتى انتهى غلى حمص .
المراجع :
كتاب تاريخ دمشف لابن عساكر
كتاب الطريق إلى دمشق
كتاب صلاح الأمة في علو الهمة