عـــــذراً لنـــوركَ إن مضيتُ لوصفهِ
فأضعت في سفر الكـــلام لساني
وأطلت بيــن المشـــــرقين توقفي
بهمـــــــــــا فُتنتُ ولا أزال أعاني
نــــــور تلألأ في العلياء من شرف
إني مضيت وفيض الــوصف أعياني
يا خير من تفضي القلـــوب بذكره
تذكي النفوس بطهـــــرك المزدانِ
اللهُ أكبــــر كـــــم حلاك من خلقٍ
فسقيتنا من طهــــــــــره بمعان
من فوق سبع يا حبيبي لم يــزل
تثني عليــــــــــك ملائكُ الرحمن
صلى عليــــــــك الله فضلا رحمة
فحظيت بالدعــــــــواتِ والغفرانِ
يا من بعثت إلى الوجود برحمةٍ
قد جئتنا بالحق والفــــــــــــرقانِ
وصبرت في كبد الظلام سواده
فجليته بالحب والإحسان
وأخذتنا للعـــــــــــــز أخذة واثقٍ
متزيناً بالعــــــــــــــــزم والإيمان
وهديتنا للحق بعد جحـــــــــوده
ما غرك النكــــــــــــران بالنكرانِ
فقد اصْطَبِرت على الأذى متعذباً
لم يجتبيك الكفر بالخــــــــذلان
لانت لك العقبــــــــــات بعد تعندٍ
واستبصر العميــــــــــان بالقرآن
وصفت بك الدنيـــــا فزالت غمةً
وزهت بنورك مقلة الأزمان
رسل الهدى بقدوم نوركَ بشروا
وتحدثت بك ســــــــالف الأديان
قد كنت خاتم رسْـــلِ الله كلٍّهِمُ
ألفت مـا بين الّقصي ودان
ونشرت دين السبح دون فظاظة
فاستعظمت بك صرخة الوجدان
لو كنت فظاً لم يجب لك مطلب
فبرحمة لانت يد العصيــــــــــان
يا واصل الأرحام بعد قطيعة
يا موصي الإنســــــان بالإنسانِ
يا ناهيــــــاً عن خوض أي أذية
يا موصيا بالـرفق بالحيــــــــوان
يا آسرا بالفضـــــل شيمة عاقل
ومنقي الإحساس بالوجـــــدان
هل تزهــــر الأخلاق دون تعففٍ
أو تثمــــــــر الأشجار بلا أغصان
مجدي الصناعي
موضوع: في مدح المصطفى 
الجمعة سبتمبر 16, 2016 5:00 pm