أشْأم من البَسُوس :
البَسوس جارة جساس بن مُرَّة بن ذهل بن شيْبان ، ولها كانت الناقة التي قُتل من أجلها كُلَيب بن وائل، وبها ثارت بين بَكر بن وائل وتَغْلب الحرب التي يُقال لها حَرْب البَسوس .
ندَامة الكسَعِيِّ :
رجل رَمى فأصاب وظَنّ أنه أخطأ فكَسر قوسَه ، فلما علم نَدِم على كَسر قوسه فضرِب به المثل.
عِطْر مَنْشِم :
وأما عِطْر مَنْشِم، فإِنها كانت امرأة تَبيع الحُنوط في الجاهليّة، فقِيل للقوم إذا تَحاربوا : دَقّوا عِطْر مَنْشِم ، يُراد بذلك طِيب المَوْتى.
قرط مارية :
فإِنها مارية بنتُ ظالم بن وَهْب بن الحارث بن مُعاوية الكِنْدِي، وأختها هِنْد الهُنود، امرأة حُجْر آكل المُرار، وابنها الحارث الأعرج الذي ذَكره النابغة بقوله : والـحـارثُ الأعْــرج خَـيْـرُ الأنـــام، وإياها يَعْنى حسانُ بن ثابت بقوله :
أولادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْر أبيهمُ ... قبر ابن ماريةَ الكريم المُفضِل
لا يُغْرِيَنَّك َ مَــــــن ْ يخون تُرابَه ُ ... وَيُريك َ ما لَــــــــــــم ْ تُبْصِر ِ العينان
داء ُ الخيانَة ِ سارِب ٌ بعروقِـــــــه ِ ... أَفَهَل ْ عَرَفْت َ الصِّدْق َ مِن ْ خَوَّان ِ ؟
حسين حسان الجنابي
قالت العربُ :
أَسْخَى من حاتم
وأَشجع من رَبيعةَ بن مُكَدَّم
وأَدْهَى من قَيْس بن زُهير
وأعزُّ من كُلَيب وائل
وأَوْفي من السّمَوأَل
وأَذكى من إياس بن معاوية
وأَسْود من قَيْس بن عاصم
وأَمْنع من الحارث بن ظالم
وأبلغ من سَحْبان وائل
وأَحْلم من الأحْنف بن قيس
وأَصْدق من أبي ذرّ الغفاريّ
وأكذب من مُسَيلمة الحَنَفيّ
وأعيا من باقل
وأَمْضى من سُليك المَقَانب
وأنْعم من خُرَيم النَّاعم
وأحمق من هَبنَّقة
وأفْتك من البراض .
رحماك ربي ذنوبي أنت تعرفها ... فهـبْ لعبدكِ ممّا كان غفـرانا
فإنْ عفوتَ فمنك الخيرُ مكرمةً ... أنتَ الجـوادُ ومنك العفوُ إحسانا
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ... وحلاوة إن صار غيرك علقما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا ... لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا ... وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
إيليا أبو ماضي
أبصرَ من زَرْقاء اليمامة :
زَرقاء بني نُمير : امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء في اللبن ، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام ، وكانت تُنذر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم ، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له ، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم ، فأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم قالوا لها : قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها ، وَصبِّحتهم الخيلُ ، وأغارت عليهم ، وقُتلت الزَّرقاء . قال: فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت تَكْتحل به .
أمنع من أم قِرْفة :
امرأة مالك بن حُذَيفة بن بَدْر الفَزاريّ، وكان يُعَلَق في بيتها خمسون سيفاً كلُّ سيف منها لذي مَحْرَم لها.
قال أبو العتاهية: قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد، وودت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس :
يا نُواسُّ توقَّرْ ... وتعزّى وتَصَبَّرْ
إنْ يكنْ ساءَك دهرٌ ... فلما سرَّك أكثرْ
يا كثير الذنب عفو ال ... له من ذنبك أكبر
ولما حجَّ أبو نواس لبّى فقال :
إلهنا ما أعْدَلك ... مليكَ كلِّ منْ ملك
لبّيك قد لبَّيْت لك ... لبَّيْك إنّ الحمد لك
والملك لا شريك لك
إذا الفتَى فاتَهُ مالٌ يُجَمِّلُهُ ... ففي التأدُّبِ مما فاتهُ خَلَفُ
هو اللباسُ الذي لا شيءَ يَعْدِلُهُ ... والمَفْخَرُ الزَيْنُ فيهِ العِزُّ والشَّرَفُ
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ ** وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ
وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ ** وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ
المتنبي
لا تَعتِبَنَّ على النَّوَائبِ ... فالدهرُ يرغمُ كلَّ عاتبِ
واصبرْ على حـــدثانِه ... إنَّ الأمورَ لها عواقـــبُ
كــــــــمْ نعمةٍ مطويةٍ ... لك تحت أثناءِ النوائبِ
ومسرةٍ قد أقبـــــلَتْ ... من حيثُ تُنْتَظَرُ المصائبُ
لا يعظ الناس من لم يعظ الدهر ... ولا ينفع التلبيب
وكل ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب
أفلح بمن شئت فقد يبلغ بالضعف ... وقد يخدع الأريب
عبيد بن الأبرص
روي عن علي رضي الله عنه , أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال أبشر يا محمد؛ فإني بكل مؤمن رفيق، والله يا محمد إني لأقبض روح ابن آدم فإذا صرخ صارخ من أهله قلت: ما هذا الصراخ، فوالله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله، ولا استعجلنا قدره، فما لنا في قبضة من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا وإن تسخطوا أو تجزعوا تأثموا وتؤزروا وما لكم عندنا من عتبة، وإن لنا عليكم لبقية وعودة، فالحذر الحذر، وما من أهل بيت شعر أو مدر في بر أو بحر إلا وأنا أتصفح وجوههم في كل يوم وليلة خمس مرات، حتى إني لأعرف صغيرهم وكبيرهم، وأعرف منهم بأنفسهم، والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله تعالى هو الآمر بقبضها ".
ولَلموتُ خيرٌ من حياة ٍ على أذى ** يضيمك فيه صاحبٌ وتراقبه
كأنَّ حياة َ الناس حينَ ضَمنْتَها ** قذًى في حقوقِ العين مِنّي أُوارِبُهُ
يخُونُكَ ذو القربى مِراراً وربّما ** وفى لك عند الجهل من لا تقاربه
بشار بن برد
وقال الأمير ابن منقذ:
أما والذي لا يملك الأمر غيره ** ومن هو بالسر المكتم أعلم
لئن كان كتمان المصائب مؤلمًا ** لإعلانها عندي أشد وأعظم
وبي كل ما يبكي العيون أقله ** وإن كنت منه دائمًا أتبسم
استعمل عُتبةُ بن أبي سفيان رجلا من آله على الطائف، فظلم رجلا، فأتى المظلومُ عتبة فمثل بين يديه فقال:
أَمَرْتَ مَنْ كانَ مظلوما ليَأتِيَكمْ ... فقد أتاكمْ غريب الدار مظلومُ
ثم ذكر ظلامته فقال عتبة: إني أراك أعرابيا جافيا. والله ما أحسبك تدري كم تصلّي في كلّ يوم وليلة. فقال: أرأيتك إن أنبأتك ذاك أتجعل لي عليك مسألة؟
قال: نعم، فقال الأعرابي:
إنَّ الصلاةَ أربعٌ وأربعُ.
ثمَّ ثلاثٌ بعدَهنَّ أربعُ.
ثمَّ صلاةُ الفجرِ لا تُضَيَّعُ.
قال: صدقت، فسل، قال الأعرابي: كم فِقارُ ظَهْرِك؟
قال: لا أدري، قال الأعرابي: أفتحكم بين الناس وأنت تجهل هذا من نفسك؟
قال: ردوا عليه ظُلامته.
أَبُنَيَّ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ، ... فإِذا دُعِيتَ إِلى المَكارِمِ فاعْجَلِ
أُوصِيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ، لَكَ، ناصِحٍ، ... طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ
اللهَ فاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ، ... وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ
والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ، فإِنَّ مَبِيتَه ... حَقٌّ، وَلَا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ
واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِرُ أَهْلِه ... بمَبِيتِ لَيْلَتِه، وإِنْ لَمْ يُسْأَلِ
وَصِلِ المُواصِلَ مَا صَفَا لَكَ وُدُّه، ... واجْذُذْ حِبالَ الخَائِن المُتَبَذِّلِ
واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لَا تَحْلُلْ بِهِ، ... وإِذا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ
واسْتَأْنِ حِلْمَكَ فِي أُمورِكَ كُلِّها، ... وإِذا عَزَمْتَ عَلَى الْهَوَى فَتَوَكَّلِ
واسْتَغْنِ، مَا أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَى، ... وإِذا تُصِبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ
وإِذا افْتَقَرْتَ، فَلَا تُرَى مُتَخَشِّعاً ... تَرْجُو الفَواضلَ عِنْدَ غيرِ المِفْضَلِ
وإِذا تَشاجَرَ فِي فُؤَادِك، مَرَّةً، ... أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ
وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ، ... وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ
وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى النَّدَى ... غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ
فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بِمَا يَسَرُوا بِهِ، ... وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ
عبدُ القيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِيُّ.
قيل لرجل من الحكماء : مالك تُدمِنُ إمساكَ العَصا ولستَ بكبير ولا مريض؟
فقال : لأَذكُرَ أني مسافر؛ قال الشاعر :
حَمَلْتُ العَصا لا الضعفُ أوجبَ حَمْلَها ... علَيَّ ولا أنِّي تحَنَّيْتُ مِنْ كِبَرْ
وَلَكِنَّنِي ألزمْتُ نَفْسِيَ حَمْلَهَا ... لِأُعْلِمَهَا أنَّ المُقيمَ عَلَى سَفَرْ
يا فارِجَ الهَمِّ عَنْ نوحٍ وَأُسْرَتِهِ ... وصاحبِ الحوتِ مَولى كلِّ مكروبِ
وفالقَ البحرِ عنْ موسى وشيعتِهِ ... ومُذْهِبَ الحُزْنِ عن ذي البثِّ يعقوبِ
وجاعلَ النارِ لابْراهيمَ باردةً ... ورافعَ السُّقْمِ عن أَوْصالِ أَيّوبِ
إنَّ الأطِبّاءَ لا يُغْنونَ عن وَصَبٍ ... أنتَ الطبيبُ طبيبٌ غيرُ مغلوبِ
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم ... والله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها ... على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا
ينسبان لدعبل الخزاعي
يا ضيعة الوطن الذى أنصاره ... قوم يرون النصر في الخذلان
قوم يرون حياتهم في ذلهم ... ويرون كل الخير في الاذعان
يتفاخرون بقربهم من حاكم ... وبدسهم للفرد والاوطان
هذا زمانك يا مهازل فامرحى ... قد عد كلب الصيد فى الفرسان
وقـالت لـي الأرضُ لمـا سـألت ... أيــا أمُّ هــل تكــرهين البشــرْ؟
أُبــارك فـي النـاس أهـلَ الطمـوح ... ومــن يســتلذُّ ركــوبَ الخــطرْ
وألْعــنُ مــن لا يماشــي الزمـانَ ... ويقنـــع بــالعيْشِ عيشِ الحجَــرْ
هــو الكــونُ حـيٌّ يحـبُّ الحيـاة ... ويحــتقر المَيْــتَ مهمــا كــبُرْ
فـلا الأفْـق يحـضن ميْـتَ الطيـورِ ... ولا النحــلُ يلثــم ميْــتَ الزهـرْ
ولــولا أمُومــةُ قلبِــي الــرّؤوم ... لَمَــا ضمّــتِ الميْـتَ تلـك الحُـفَرْ
أبو القاسم الشابي
سَــــــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ ... كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّــــــــــمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّــــــمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً ... بالسُّـــــــحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمـــــــقُ الظِّلَّ الكـئيبَ ولا أرَى ... مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّــــــــــوداءِ
وأقــولُ للقَــــــدَرِ الَّــــــذي لا ينثني ... عَنْ حَرْبِ آمـــــــــــالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهـــــبَ المؤجَّجَ في دمي ... موجُ الأســى وعواصفُ الأَزراءِ
فـــاهدمْ فؤادي ما اســــــتطعتَ فإنَّهُ ... ســــــيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعـرفُ الشَّــــــكوى الذليلَة والبكا ... وضراعَة الأَطفـــــــالِ والضّعفاءِ
أبو القاسم الشابي
يقول المتنبي في هجاءٍ لاذعٍ لكافور الإخشيديّ :
أُرِيكَ الرّضَا لوْ أخفَتِ النفسُ خافِيا ** وَمَا أنَا عنْ نَفسي وَلا عنكَ رَاضِيَا
أمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَخِسّةً وَجُبْناً ** أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِيا
تَظُنّ ابتِسَاماتي رَجاءً وَغِبْطَةً ** وَمَا أنَا إلاّ ضاحِكٌ مِنْ رَجَائِيَا
وَتُعجِبُني رِجْلاكَ في النّعلِ إنّني ** رَأيتُكَ ذا نَعْلٍ إذا كنتَ حَافِيَا
وَإنّكَ لا تَدْري ألَوْنُكَ أسْوَدٌ ** من الجهلِ أمْ قد صارَ أبيضَ صافِيَا
وَيُذْكِرُني تَخييطُ كَعبِكَ شَقَّهُ ** وَمَشيَكَ في ثَوْبٍ منَ الزّيتِ عارِيَا
وَلَوْلا فُضُولُ النّاسِ جِئْتُكَ مادحاً ** بما كنتُ في سرّي بهِ لكَ هاجِيَا
فأصْبَحْتَ مَسرُوراً بمَا أنَا مُنشِدٌ ** وَإنْ كانَ بالإنْشادِ هَجوُكَ غَالِيَا
فإنْ كُنتَ لا خَيراً أفَدْتَ فإنّني ** أفَدْتُ بلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيَا
وَمِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ بِلادٍ بَعيدَةٍ ** ليُضْحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَوَاكِيَا
أكافي خليلي ما استقام بوده ... وأمنحه ودي إذا يتجنب
فما الحب إلا من لك وده ... ومن هو ذو نصح وأنت مغيب
عبد الله بن معاوية
سأل عبد الملك بنُ مروان الأخطل الشاعر: أتحب أن يكون لك شعر أحدٍ من العرب عوضاً عن شعرك؟
قال: لا والله يا أمير المؤمنين، إلا أنّ رجلاً قال شعراً فيه أبياتٌ، وكان ما علمت والله مغدف القناع، قليل السماع، قصير الذراع، وددت أني قلتها، وهو القطامي:
لَيسَ الجَديدُ بهِ تَبقَى بَشاشَتُهُ ... إلّا قليلاً، ولا ذو خُلّةٍ يَصِلُ
والعَيشُ لا عَيشَ إلّا ما تَقَرُّ بهِ ... عَيْنٌ، ولا حالَةٌ إلّا سَتنتقِلُ
والناسُ مَنْ يلقَ خيراً قائلونَ لهُ ... ما يشتهي وَلأُمِّ المُخْطِئِ الهَبَلُ
قَدْ يُدرِكُ المُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وقَدْ يكونُ معَ المُستعجِلِ الزَلَلُ
أغْدَفَ قِناعَهُ: أرْسَلَهُ على وجْهِهِ
والهَبَل: الثُّكْلُ أو الثَكَلُ, وهو الموت والهلاك, وفقدانُ الحبيب أو الولد.
قرأ يوماً بعض الطلبة على أبي عبد الله المفجّع :
ولما نزلنا منـزلاً طلَّه النَّدى ... أنيقا وبستاناً من النَّور (خاليا )
بالخاء المعجمة، فحرّك المفجَّع كتفيه وقال : يا سيد أمِّه ! فعلى أي شيء كانوا يشربون ؟ على الخسف ! .
وقرأ بعضهم على أبي عبيدة قول كثير :
ذهب الذين فراقهم أتوقع ... وخرى ببيتهم الغراب الأنفع
فقال أبو عبيدة : ويحك، إن عذرتك في الأولى لم أعذرك في الثانية، أما سمعت بالغراب الأبقع .
ويقولون : فلان أشر من فلان، والصواب أن يقال : هو شر من فلان بغير ألف ويقولون : اشتد ساعده، والصواب : استد بالسين المهملة والمراد به السداد في المرمى، وتقول العامة للمريض : أشفاك الله والصواب : شفاك الله, لأن معنى أشفاك : ألقاك على شفا هلكة .
ويقال : هذه امرأة جميل، وجارية حسيب، وليلة مطير، وعين كحيل، ولحية دهين بغير هاء وكذلك كل ما كان على فعيل، وعندي المرأة .
وكذلك كف خضيب، وحمار وديق قال الله تعالى :﴿ لعل الساعة قريب ﴾
وقد بنت العرب فعيلا بغير هاء أيضا، ومنه قوله تعالى : ﴿ وقالت عجوز عقيم ﴾ ولم يقل : عقيمة وكذلك دراعة جديد .
وقد يكون فعيل أيضا للجميع فتقول : في الدار نساء كثير، وهذه حباب جديد
قال الشاعر :
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي ... إن العواذل لسن لي بأمير
فإذا لم تقل ( امرأة ) قلت : مررت بقتيلة، فإذا قلت امرأة لزمك أن تقول قتيل لا قتيله، لأن قتيل هنا فعيل بمعنى مفعول .
فقال : بأمير، ولم يقل بأميرات ؛ وذلك أنه جمعه على لفظ فعيل .