لمّا نشرتُ قصيدة "فلسطين و عينا حنين" قالت لي "غادة" Rada Souisi: "ما أجمله من كلام بجد يا عليّ فلسطين تستحق هذا الكلام" و طلبتْ منّي أن أكتب أكثر عن فلسطين، و البارحة وعدتُ صغيرتي Noody Smyle أن أكتب قصيدة لعيونها، فها أنا أَفِي بوعدي للفقيدة "غادة" رحمها اللّه و لصغيرتي "نودي" أطال اللّه عمرها في السعادة، آمين.
...................................................................................
"نُودي" وأرض جدودي
*****************
عُودي إلينا يا أيّامَ الصِّبا
عُودي
و احمليني على جناحِ الرّيحِ
إلى فلسطينَ
أرضِ جُدودي
عسى أن أصيرَ فراشةً
حمراءَ أ و خضراءَ
أو زرقاءَ أو بيضاءَ
ترفرف عابثة
تُلاعِبُ
صغيرتي "نودي"
تركُضُ أمام عينَيْها
تقفزُ فوقَ خدَّيْها
تلثمُ صفاءَ شفتَيْها
و تقبّل راحتَيْها
فتَتْبَعُها ضاحكةً
بين الخمائلِ النّديّهْ
و الرّيحانِ و العودِ
و تجري تلاحقها
بين خُضر الأفنانِ
و حُمْرِ الورودِ
عُودي بِنا يا أيّامَ الصِّبا
عُودي
لَعَلِّيَ أستحيلُ فراشةً بيضاءَ
أو خضراءَ أو زرقاءَ
تُشاكسُ "نودي"
فأسْتَنْفِرُ مِنْ فيروز عَيْنَيْها
عُدَّتِي و جُنُودِي
و مِنْ لَمَى الثّغرِ أَنْحَتُ
بَيَارِقِي و بُنُوِدي
و أستلُّ من وَرْدِ خدَّيْها
نيِرَاِني و بَارُودِي
و من حُرِّ جِنَانِها أفجّر
صَواعِقي و رُعُوِدي
لأستردَّ القدسَ الشّريفَ
و أُعيده إلى
ماريَا و نِداءَ
و أسماءَ و فداءَ
و شقيقتِهنّ نُودي
و أُطهّرَ الأقصى المباركَ مِنْ
آثارِ بَنِي صُهيون
أذلّةِ الخَلْقِ
أنجاسِ اليهودِ
(د. علي الـوِدِرْنِـــي/ تونس، قرطاج، 24/07/2015)