(مِعْرَاجُ الدَّمْع)
تَبْكِى ، ولا يَنْتَهِى دَمْعٌ ، ولا نَاهِى
طُوبَى لِعَيْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
لا شيءَ فى هذهِ الدُّنيا أحَبُّ لَهُ
مِنْ قَطْرَتَيْنِ : دَمٍ ، أو دَمْعِ أَوَّاهِ
ذَكَرْتَهُ خَالِيًا ، فَاضَتْ دمُوعُكَ ، لا
خَوْفٌ على أعْيُنٍ فِى وَجْهِكَ الزَّاهِى
للهِ عَيْنُ الرِّضَا ، لِلعَبْدِ لَوْ نَظَرَتْ
عَيْنَاهُ تَصْفُو , بطُهْرٍ ، غُسْلَ إِنْبَاهِ
أَبْلَغْتَ يا وَاصِلاً لِلحُبِّ مَا صَدَقَتْ
عَلاَمَتَيْهِ : البُكَا ، وَحُرْقَةَ الآهِ
تَبْكِى وخَلْفَكَ يَمْشِى ضَاحِكًا مَلَكٌ
تَبْكِى ، ويَبْكِى قَرِينٌ تَحْتَ إِكْرَاهِ
دَمْعٌ علَى حَدَرِ الخدَّيْنِ فِى عَرَجٍ
وَالدَّمْعُ أَقْرَبُ مِعْرَاجٍ لِذِى جَاهِ
يَا سابِعًا تَحْتَ ظِلِّ اللهِ يَوْمَ دَنَتْ
الشَّمْسُ مِنْ رَأْسِ عَبْدٍ غَافِلٍ لاهِى
أُنْسٌ أَتَاكَ ، اسْتَفَزَّ المَاءَ مِنْ حَجَرٍ
بُشْرَاكَ ، تَنْجُو على هَاتِيكَ أَمْوَاهِ
لا يُطْفِىءُ النَّارَ إلاَّ المَاءُ مَا اشْتَعَلَتْ
فَكُلُّ عَيْنٍ قَسَتْ فِى النَّارِ ، إِلاَّ هِى
مَا جَفَّتِ العَيْنُ إِلاَّ عَنْ أَذَى مَرَضٍ
إِمَّا بِهَا ، أو بِقَلْبٍ عَابِثٍ عَاهِى
مَنْ لَمْ يَصِلْ رُتْبَةَ البَاكِينَ خَافَ على
نَفْسٍ ، وقَدْ أَخْلَدَتْ لِمُلْكِهَا الوَاهِى
مَا كُلُّ دَمْعٍ – قَرِيبَ الدَّمْعِ – مِنْ حَزَنٍ
ولَيْسَ مِنْ ضَحِكٍ فِى فَغْرِ أَفْوَاهِ
كَمْ مِنْ رَقِيقٍ بَكَى شَوْقًا ؛ لِرِقَّتِهِ
أَوْ مِنْ هَوًى مَالِكٍ لَيْسَا بِأَشْبَاهِ
وعْدٌ عَنِ اللهِ مِنْ هَادٍ ، وقَدْ صَدَقَا
وَعْدٌ عَلَى قَدْرِ مَنْ آتَاهُ يا سَاهِى
أَنْ لَمْ يَلِجْ مَنْ بَكَى...نَارًا لَهُ أَبَدًا
حَتَّى يَعُودَ حَلِيبُ الضَّرْعِ لِلشَّاهِ
شعر د / وفاء النفاض