في ظلال الهدي النبوي
*معنى إيمانا واحتسابا*
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:-
« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه »
[ متفق عليه ]
قال ابن تيمية رحمه الله:
وقوله *إيمانا واحتسابا* : ... إيمانه بأن الله شرع ذلك وأوجبه ورضيه وأمر به،
واحتسابه ثوابه عند الله ، أي : يفعله خالصا يرجو ثوابه.
عن النعمان بن بشير قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:-
« إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام »
[رواه البخاري ومسلم]
شرح الحديث :
(الحلال بين)... أي: واضح لا يخفى حده.
(والحرام بين) أي: ظاهر لا تخفى حرمته.
(وبينهما مشتبهات)... أي: أمور ملتبسة غير مبينة.
(فمن اتقى الشبهات) أي: اجتنبها (استبرأ) أي: بالغ في البراءة أو حصل البراءة بالصيانة (لدينه) : من الذم الشرعي (وعرضه) : من كلام الطاعن.
عن أبي موسى الأشعري قال :
ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:-
« على كل مسلم صدقة »
قالوا : فإن لم يجد ؟
قال : « فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق »
قالوا : فإن لم يستطع أو لم يفعل؟
قال : « فيعين ذا الحاجة الملهوف »
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : « فيأمر بالخير » أو قال : « بالمعروف »
قال : فإن لم يفعل ؟
قال : « فيمسك عن الشر فإنه له صدقة »
[ رواه البخاري ومسلم ]
(الملهوف) عند أهل اللغة يطلق على المتحسر وعلى المضطر وعلى المظلوم.
عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :-
« الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنَبَ الكبائر »
[ رواه مسلم ]
معناه أن ما بينهن من الذنوب كلها مغفرة إلا الكبائر لا يكفرها إلا التوبة.
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:-
« من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه »
[ رواه البخاري ]
قال ابن عثيمين رحمه الله:
قول الزور : كل قول محرم من الغيبة، والنميمة، والسب، والشتم، وغير ذلك
العمل بالزور : العمل بالمحرم من النظر المحرم والعمل المحرم. والجهل : العدوان على الغير.