الفرق بين (أياما معدودة) (أياما معدودات):
الأصل أن الصفة تتبع الموصوف في العدد؛ فالمفرد يصف المفرد (رجل عاقل) والمثنى يصف المثنى (رجلان عاقلان) والجمع يصف الجمع (رجال عقلاء/عاقلون) (سيدات عاقلات).
= لو كان الجمع غير عاقل يجوز حينئذ أن يوصف الجمع بمفرد (أشجار كثيرة) أو يبقى على أصله فيوصف بجمع (أشجار كثيرات)
ولكل منهما دلالة
= إذا أريد القلة وصف الجمع بالمفرد، وإذا أريد الكثرة وصف بالجمع.
تطبيق:
١- ذكر اليهود مرتين أنهم لن يدخلوا النار إلا يسيرا ثم يخرجون فمرة قالوا: ثلاثة أيام، ومرة قالوا: شهرا.. ثلاثين يوما..
ولما أراد الله تعالى حكي قوليهما جميعا وظف دلالة الوصف.. فعبر عن الثلاثة أيام بـ(معدودة)
وعبر عن الثلاثين بـ(معدودات) لأنها أكثر.
٢- لما بيع يوسف عليه السلام بيع بعشرين درهما .. وهي أقل ما تشترى به نفس.. على نفاسته.
فعبر عن تلك القلة بقوله (دراهم معدودة) أي قليلة.
٣- جاء في فرضية رمضان (أياما معدودات) لأنه ثلاثون.
٤- جاء في أيام الحج (واذكروا الله في أيام معدودات) رغم كونها عشرة أيام.. فيستفاد من ذلك تعظيمها .. حيث عبر عن القليل بالكثير.. كما يعبر عن المفرد بالجمع للتعظيم (إنا نحن نزلنا الذكر) وهو الواحد عز وجل.
٥- بناء على هذا يقال: آيات كريمة.. إذا أريد الوصف بالشرف .. ويقال: آيات كريمات إذا أريد تعظيم هذا الوصف.
د. محمد شلبي