قصيدة محمد حامد
في رثاء أستاذنا فضيلة الشيخ محفوظ – رحمه الله –
ودعته والحزن يعتصر الدما / شيخا جليلا هاديا ومعلما
ولى وكان لدى الجحافل فارسا / ملك البيان وفي المحافل ضيغما
ولديه في كل النفوس مهابة / يحنو لها كبر المشاعر مرغما
ودعته بحرا يفيض فصاحة / تلقى له دررا وتبصر عوما
بحر به الأمواج تكتسح الثرى / حتى يكاد الشط يهرب للسما
عذب المذاق إذا تكلم مفهما / وهو الأجاج إذا تكلم مفحما
ودعته علما يرفرف ساطعا / فوق الذرى يذكي لهيبا مضرما
أم اللغات قد استعاد جلالها / في كل خفقة استحالت بلسما
قد كان يخفق بالبلاغة ساحرا / ذا منطق يشفي الصدور من الظما
ودعته نجما تألق مشرقا / يهدي السبيل بكل واد أبهما
نجم يريك من الضياء أشعة / عظمى تبدد كل ليل أظلما
بالعلم يهدي الحائرين مبصرا / أمما – على مر القرون – من العمى
شعري رثاك ومقلتي وكذا الدنا / ترثيك مفصحة وما ملكت فما