الشاعر العباسي أبو الشيص محمد
يقول :
وقائلة ٍ وقد بَصُرَتْ بدمعٍ على الخدّين مُنْحَدرٍ سكوبِ
أتكذِبُ في البكاء وأنت خِلْوٌ قديماً ما جَسَرْتَ على الذُّنوبِ
قميصك والدّموع تجول فيه وقلْبكَ ليس بالقَلْب الكئيب
نظير قميص يوسف حين جاؤوا على ألْبابه بدمٍ كذوب
فقلت لها فِداكِ أبي وأمّي رجَمتِ بسوء ظنّك في الغيوبِ
أَما والله لو فتَّشتِ قَلْبي بسرّكِ بالعويل وبالنَّحيب
دموعُ العاشقين إذا تلاقوا بظَهْر الغَيْب ألْسِنة ُ القُلوب
ويقول :
قُلْ للطّويلة موضع العِقْد ولطيفة الأَحشاء والكْبدِ
ألا وقفتِ على مدامِعِهِ فنظرتِ ما يَعْملن في الخدِ
لولا التْمنْطق والسّوار معاً والحِجْلُ والدُّملوج في العضْدِ
لتزايَلَتْ من كلّ ناحية لكنْ جُعِلْن لها على عَمْدِ
جاءَتْ إلى عينَيْك وجْنُتها في خلْعة الخَيريّ والوْردِ
ويقول :
وَقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليس لي متأخَّرٌ عنه ولا مُتَقدَّمُ
وأهنتني فأهنتُ نفسي جاهداً ما مَن يهون عليك ممَّن يُكْرمُ
أشبهت أعدائي فصِرْتُ أحبُّهم إذْ كان حظّي منْكِ حظّيَ مِنْهُمُ
أجِدُ المَلامة َ في هواكِ لذيذة ً حُبّاً لِذكْرِك فَلْيَلُمْني اللُّوَّمُ
أبو الشيص الخزاعي
130 - 196 هـ / 747 - 811 م
محمد بن علي بن عبد الله بن رزين بن سليمان بن تميم الخزاعي.
شاعر مطبوع، سريع الخاطر رقيق الألفاظ.
من أهل الكوفة غلبه على الشهرة معاصراه صريع الغواني وأبو النواس. وانقطع إلى أمير الرقة عقبة بن جعفر الخزاعي فأغناه عقبة عن سواه.
ولقبه أبو الشيص ويقال للنخلة إذا لم يكن لها نوى وذلك رديء مذموم.
وهو ابن عم دعبل الخزاعي، عمي في آخر عمره قتله خادم لعقبة في الرقة.
_________________